السيد كمال مدير إدارة بشركة غاز مصر
في خطوة جريئة ومبتكرة، يخرج ابن قطاع البترول السيد كمال، مدير إدارة بشركة غاز مصر، بنتائج أبحاثٍ وتجارب امتدت لأربع سنواتٍ متواصلة في مجال الكور والدريل.
كما استطاع هذا المبتكر المتحمّس أن يُعيد تشكيل أداء أدوات الحفر؛ ساعيًا إلى تحقيق غاياتٍ عدة تبدأ من تعزيز كفاءة العمل، وترشيد استخدام المياه، وتقليص المجهود البدني على الفنيين، وصولًا إلى خفض التكلفة والحد من الأعطال وتكاليف الصيانة.
وحرص السيد كمال على تسجيل ابتكاراته لدى أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، بداية من تطوير جهاز الشنيور وتحويله إلى كور، ومرورًا بابتكار جهازٍ لتجميع مياه ورواسب الكوردريل، ووصولًا إلى تصميم جهاز رفع مياهٍ لتبريد بنطة الكور وتنقية المياه بهدف إعادة استخدامها.
هكذا تجمعت هذه الأفكار في منظومة متكاملة ترسم ملامح جديدة في عالم الحفر، وتتجاوز نطاق قطاع البترول لتصب في مصلحة مختلف القطاعات الفنية والهندسية.
وقد جاءت النتائج المبكرة لهذه الابتكارات لتؤكد قدرتها العالية على تحسين مستوى الأمان وإحكام السيطرة على المياه المستخدمة في التبريد، بما يحول دون تسربها على الأرض أو الجدران، كما كان يحدث في الأجهزة القديمة.
فمن قبل كانت المياه المختلطة بالأتربة تتسبب في مخاطر انزلاق الفنيين أثناء العمل، أما اليوم فقد أمكن اختصار هذا الخطر إلى حدٍّ كبير، مع توفير طاقةٍ مهدرة ووقتٍ ثمين.
أحد الفنيين الذين اختبروا هذا الجهاز تحدّث بإعجابٍ عما لمسه من فارقٍ ملموس مقارنةً بالأجهزة القديمة، فقد صار الثقب أكثر سلاسة، وتحولت تجربة العمل من مجهودٍ بدني مُرهق إلى عملية آمنة وسهلة التنفيذ.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ أكد أحد الخبراء الذين اطلعوا على تطوير الشنيور إلى كور مدى فرادة هذا الابتكار، وسلط الضوء على علامات الاستفهام حول عزم الشنيور الضعيف وقدرته الفعلية على الثقب بالدقة والكفاءة المعهودة في الكور.
وكشف المبتكر عن حل جذري لهذه المعضلة من خلال تصميم مجموعة خاصة لتعزيز عزم الشنيور، ليصل إلى مستوى مماثل لعزم الكور، وتزويد الجهاز بذراعٍ يُساهم في حمل الأدوات وتخفيف العبء البدني عن الفني.
فالوزن الإجمالي لجهاز الكور التقليدي كان يناهز 20 كيلوغرامًا ككتلةٍ واحدة، بينما بات الآن في الشكل الجديد موزّعًا على مرحلتين، حيث تبلغ كتلة مجموعة التعزيز حوالي 5 كيلوغرامات، وكتلة الشنيور 5 كيلوغرامات أخرى، ليصل إجمالي الجهد البدني المطلوب إلى النصف تقريبًا.
ومن جانبٍ آخر، عالج المبتكر مشكلة تشويه الجدران الناشئة عن فتح ثقب تثبيتٍ بقطرٍ يتراوح بين 10 و12 ملليمترًا وعلى بُعد 16 سنتيمترًا من موضع الثقب الأصلي. فقد استُحدث نظام تثبيتٍ جديد يتمركز في قلب الثقب ذاته، دون الحاجة إلى إحداث أي ضررٍ بالمنظر الخارجي.
كما أعاد تصميم ذراع التثبيت بحيث يقوم بتغذية الجهاز مباشرةً أثناء الثقب، الأمر الذي أسهم في تخفيف حملٍ إضافي عن الفنيين.
وفي مقارنة سريعة بين الشنيور والكور، يتضح جليًا تفوّق هذا الابتكار من حيث تكلفة الشراء والصيانة، فضلًا عن العائد العملي في توفير الوقت والجهد وتعزيز مستوى الأمان.
إنّه إنجازٌ يبشّر بانعطافة نوعية في منظومة العمل الميداني، ويزيد الآمال في نقل هذه الأفكار إلى آفاق أوسع في قطاعات الهندسة والصيانة والمقاولات وكل من تتطلب أعماله إنجاز الثقوب المتقنة بأقل قدرٍ من المخاطر.
هكذا خطَّ السيد كمال باسمه سطرًا مضيئًا في سجلّ إنجازات قطاع البترول، لتكون تلك الخطوة الجديدة وقودًا لمحركات التحديث التقني الذي تتطلع إليه كل الأوساط المهنية.
ويبدو أننا أمام ثورةٍ حقيقية في عالم الدريل والكور، يستحيل معها أن نعود إلى الوراء.