حقق اقتصاد "جنوب افريقيا" نموًا أقل من المتوقع خلال الربع الثالث من العام الحالى، بنسبة 2.6%، الأمر الذى كشف عن هشاشة الانتعاش الاقتصادى فى البلاد، وجدد من توقعات قيام البلاد بانتهاج سلسلة جديدة من خفض لأسعار الفائدة.
جاءت تلك النتائج بعد أقل من أسبوع من تصريحات البنك المركزى للبلاد، الذى رسم صورة قاتمة للاقتصاد، معربًا عن حذره تجاه توقعات نمو اقتصاد جنوب افريقيا.
وطبقًا لما ذكرته وكالة "رويترز"، قام بنك الاحتياطى لجنوب أفريقيا بخفض أسعار الفائدة بحوالى 50 نقطة أساس الأسبوع الماضى، لتضاف إلى سلسلة الخفض السابقة منذ ديسمبر 2008 والبالغة 600 نقطة، فى محاولة لدفع اقتصاد البلاد.
وتوقع المحللون الذين قامت "رويترز" باستطلاع آرائهم بأن يحقق اقتصاد البلاد نموًا سنويًا بنسبة 3.2%.
وخلال الربع الثالث من 2009، نجحت "جنوب افريقيا" فى التعافى من أول ركود أصابها بعد عام 1992، ولكنها ما زالت تكافح من أجل تحقيق نتائج تعكس كامل قوتها، لاسيما أن تراجع معدلات الطلب يلقى بظلاله على بعض القطاعات الرئيسية مثل قطاع التصنيع، الذى انكمش بنسبة 5% خلال الربع السابق، مقارنة بنموه بنسبة 5% خلال الربع الثانى من العام الحالى، وساهمت موجة الإضرابات فى الإضرار بأدائه.
ويعد قطاع التصنيع ثانى أكبر مساهم فى النمو الاقتصادى لجنوب أفريقيا، لما يساهم به من خلق وظائف بالبلاد، لاسيما أن معدل البطالة وصل إلى 25%.
كان لارتفاع عملة البلاد "الراند" أثره على تراجع الناتج المحلى الاجمالى، بعد أن ارتفع بأكثر من 26% مقابل الدولار منذ بداية 2009، مما رفع من المطالبات بأن تتخذ الحكومة إجراءات لإضعاف عملة البلاد، من أجل زيادة الصادرات، ومن ثم زيادة إجمالى الناتج المحلى.
وخلال الشهر الحالى، خفضت "بريتوريا أسمنت بورتلاند" - أكبر شركة صناعة أسمنت فى جنوب أفريقيا- من توقعاتها بخصوص قطاع الانشاء فى البلاد، وتعتبر جنوب افريقيا أكبر اقتصاد فى قارة أفريقيا.