اتبعت مملكة بوتان الصغيرة الواقعة فى جبال الهيمالايا مقياسًا جديدًا للتقدم، و شنت مملكة بوتان "حركة عالمية حول هذه القضية" الهامة، حسبما صرح جيغمى ثينلى رئيس وزراء بوتان بعد إجتماع رفيع المستوى حول "السعادة والرفاه: تعريف نموذج اقتصادى جديد" فى مقر الأمم المتحدة فى نيويورك فى بداية الأسبوع.
وأضاف رئيس الوزراء أن بلاده تريد أن يدرك المجتمع الدولى الحاجة الملحة لنقلة نوعية فى مجال تناول قضايا الاستدامة فى البيئة والتنمية العالمية، موضحًا أن مؤشر "السعادة القومية الإجمالية" هو نموذج التنمية التى قاد نمو بلاده على مدى عقود طويلة، معربا عن أمله فى أن يتبنى المجتمع الدولى نفس هذا النموذج.
و أكد رئيس وزراء بوتان، أنه سيشارك فى قمة الامم المتحدة حول التنمية المستدامة -المعروفة باسم قمة ريو +20- فى ريو دى جانيرو فى يونيو المقبل، لحث صناع القرار على النظر فى مفهوم بلاده عن السعادة.
وأضاف "ستكون لحظة تاريخية... وسوف نقدم طلبا إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة لإعتماد نهج شامل للتنمية، وآمل أن تتبنى الأمم المتحدة هذا النموذج الجديد".
وطبقًا لما أفادت به وكالة "IPS"،أوضح المسؤولون فى بوتان فى بيان أن "أهداف بوتان، والمفهوم البوذى للسعادة، أوسع بكثير من تلك التى يشار إليها فى الأدب الغربى بإسم" السعادة".
وكان أول من صاغ عبارة "السعادة القومية الإجمالية" فى عام 1971 هو الملك الرابع لمملكة بوتان، جيجمى سينجاى وانجتشوك، الذى شدد على أن "السعادة القومية الإجمالية هى أكثر أهمية من الناتج المحلى الاجمالي". هذا المفهوم يعنى أن التنمية المستدامة لا ينبغى أن ترتهن فقط بالمؤشرات الاقتصادية للرفاهية كمقياس للتقدم.
ومنذ ذلك الحين، أثر مفهوم "السعادة القومية الإجمالية" على سياسيات بوتان الاقتصادية والاجتماعية، فيما هيمن أيضا على خيال الآخرين خارج حدودها.
فيؤكد المسؤولون فى بوتان أن بلادهم -البالغ تعداها نحو 710 آلاف نسمة- قد وضعت نظاما لقياس التقدم، لا يعتبر مفيدا فقط لوضع السياسات ولكن من شأنه أيضا أن يحفز الحكومة والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص لزيادة "السعادة القومية الإجمالية".
ويتضمن مؤشر "السعادة القومية الإجمالية" المجالات التقليدية للإهتمامات الاجتماعية والاقتصادية مثل مستوى المعيشة والصحة والتعليم، فضلا عن الثقافة والصحة النفسية.
وشرح رئيس وزراء بوتان إن هذا المؤشر هو بمثابة "إنعكاس شامل للرفاه العام لأهالى بوتان أكثر منه مجرد تصنيف نفسى ذاتى لحالة " السعادة "وحدها".
هذا وقد حددت بوتان تسعة مجالات لقياس "السعادة القومية الإجمالية"، ألا وهي: الصحة النفسية، الصحة البدنية، التعليم، إستخدام الوقت، التنوع الثقافي، القدرة على التكيف، الحكم الرشيد، حيوية المجتمع، التنوع البيئى والقدرة على التكيف، ومستويات المعيشة.
فما هى النتيجة؟ النتيجة هى أن 41% من أهالى بوتان "سعداء" وفقا لمؤشر السعادة القومية الإجمالية لعام 2010، فى حين يتراوح شعور 59 فى المئة بين "السعاد بالكاد" و "عدم السعادة".