كتب فيديريكو مايور ثاراغوثا، المدير العام السابق لمنظمة اليونسكو، ورئيس مؤسسة ثقافة السلام، أن مجموعة الثمانية ومجموعة العشرين (أغنى دول العالم)، برهنت بما فيه الكفاية، عن عدم كفاءتها في إدارة الشؤون العالمية، بما في ذلك إدارة الشؤون الاقتصادية.
وأوضح "مايور"، الذي يشغل منصب رئيس وكالة "IPS" أيضًا، إن المطلوب الآن هو إعادة تشكيل الأمم المتحدة على وجه السرعة، لافتًا إلى أن التعددية وحدها هب التي من شأنها أن تجنب النزاعات المسلحة وتنظم الأسلحة النووية علي الفور تمهيدا لإلغائها نهائيا، وذلك من خلال الحوار والتفاهم.
كما أشار إلى أنه لا ينبغي أن تعيش البشرية تحت التهديد النووي الذي يمثل دعوة للموت جراء التقاعس عن العمل ووصمة العار الجماعية. هذه -وليست تقلبات سوق الأسهم- هي المشكلة الحقيقية التي نواجهها والتي تؤثر علي البشرية جمعاء وتشكل تحديا ملموسا وعاجلا.
ودعا المدير السابق لمنظمة اليونسكو، إلى ضرورة تحقيق الغاية الملحة العاجلة لإعادة تأسيس الأمم المتحدة، بغية ضمان سلطتها المعنوية وتوفير مؤسسات قادرة على الجمع بين كافة دول العالم دون استثناء أو إقصاء، لا سيما أنه أصبح من المحتم أن تفسح الدوافع المهيمنة على حكم العالم من خلال مجموعة من 7 أو 8 أو 20 بلدا، المجال لتعاون متعدد الأطراف وذلك إستجابة للسخط العالمي الذي يوشك أن يجعل صوته مسموعا عاليا أكثرا فأكثر.
أما عن كيفية إعادة هيكلة كل من الجمعية العامة ومجلس الأمن، فقال "مايور": "يجب إضافة مجلس أمن إجتماعي وإقتصادي ومجلس أمن بيئي، إلي جانب مجلس الأمن الحالي، وذلك من أجل توفير الهياكل الدولية الملائمة"، فبعد التدخل غير المقبول وغير الأخلاقي في العراق، ينبغي أن تعارض القوة المدنية العالمية الآن وبشدة مثل هذه المغامرات.
وتساءل: "هل توقف العالم أمام الأعداد المروعة لضحايا التدخل في العراق؟ أو عدد النازحين البالغ 5 مليونا ناهيك عن الآلاف والآلاف من البشر لذين قتلوا أو شوهوا؟ هل نظرنا في الطريقة التي يجري بها إستغلال حقول النفط في العراق في الوقت الراهن؟ شعوب العالم لم تعد تتحمل هذا النوع من الأعمال الوحشية".