أكد خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين و المرشح الرئاسي المستبعد أن الشعب يحب أن يتفق على بناء نهضة مصر و يضع قضية المرجعية جانبًا، مشددًا على أن الشعب له حق اختيار المرجعية سواء ليبرالية أو إسلامية أو اشتراكية أو غيرها .
و قال : ان التوافق المطلق مستحيل و لذلك يجب أن يسود رأى الأغلبية، و على الأقلية أن تحترم هذا الرأى، كما يجب عدم الانسياق فى البحث خلف الأفكار المثالية مثل "التوافق" و إذا اختلفنا حول المرجعيات يجب أن نخير الشعب.
و أكد الشاطر فى لقائه أمس مع أعضاء مجلس الأعمال الكندى المصرى فى الندوة التى حملت عنوان " مشروع نهضة مصر ..و رؤية حزب الحرية و العدالة للمستقبل الاقتصادي" ..إننا نعيش فى دولة لا يتوافر بها الحد الأدنى من الحياة الكريمة، مشيرًا إلى أن مشروع النهضة الذى طرحه الإخوان لا يستهدف تحقيق المساواة بين كل فئات المجتمع و إنما يستهدف توفير نوع من العدالة و الحياة الكريمة لكافة فئات الشعب و عدالة توزيع الموارد.
و حدد الشاطر عناصر أساسية لبناء النهضة، أهمها الإرادة السياسية الواضحة و المحددة و التى كما رأى لم تتوافر فى عهود الأنظمة السابقة، كذلك وجود رؤية واضحة مبنية على الأخذ فى التطبيق بتجارب الدول التى نجحت فى القيام بنهضة شاملة مع الإيمان بأن كل بلد له خصوصية فى التجربة و لفت إلى ضرورة القيام بعنصر تسويق مشروع النهضة لدى الشعب المصري الذى يجب أن يتحمس لهذا المشروع و يكون مؤهلًا و مدربًا إلى جانب إعلام حيادي له دور فى التوعية بهذا المشروع.
و اضاف الشاطر، أن الموارد الطبيعية التى سيتم توظيفها عنصر أساسي من عناصر النهضة إلى جانب توافر البيئة المناسبة سواء التشريعية أو الاجتماعية أو الاقتصادية لبناء النهضة مشيرًا إلى أنه لا يمكن القيام بنهضة حقيقية داخل مصر فى وجود احتقان طائفي أو فى ظل غياب حوافز للمستثمرين المحليين و الأجانب.
و أكد نائب المرشد، أن مشروع النهضة حلم كبير، يجب أن يشارك به كافة فئات الشعب، لأنه لا يتصور التعامل مع قضايا التنمية فى ظل المؤشرات الاقتصادية السلبية و المتردية من عجز موازنة و خدمة دين تصل إلى 27% من الناتج القومى و احتياطيات أجنبية تتآكل .
و أشار إلى أن الاشتراكيين قاموا بمهاجمته عندما تحدث عن ضرورة الخصخصة و قال : إذا كنا نتعامل مع عجز فى الموازنة العامة يصل إلى 140 مليار جنيه، فمن الصعب القيام بمشروعات خدمية اجتماعية بتمويل حكومى لافتًا إلى أن هناك نماذج مختلفة للخصخصة يجب اتباعها و ضرورة الفصل بين التمويل و ملكية الدولة للموارد .
و شدد على دور القطاع الخاص الهام خلال العامين المقبلين، معتبرًا إياه حجر الزاوية فى التنمية و المشاركة فى إنقاذ البلاد و بنائها.
و من جانبه أكد المهندس، معتز رسلان، رئيس مجلس الأعمال الكندي المصري على أن ثورة يناير نادت و طالبت بــ"عيش – حرية – عدالة اجتماعية" مشيرًا إلى أن هذا الشعار اعتبر ايقونة الثورة، و إن تجاهل الحكومات السابقة لهذه المطالب كان السبب الرئيس وراء اندلاعها لمخالفة قول الله تعالى (الذى أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف) .
و أضاف رسلان، أنه عندما سُئل رجب طيب أردوغان "رئيس وزراء تركيا": كيف صنعت النهضة التركية؟.. أجاب أنه لم يفعل سوى محاربة الفساد، مشيرًا إلى أن مصر تحتاج لمثل هذة العزيمة للتصدى إلى الفساد الذى أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية فى مصر.
و أكد رسلان، أن الخوف كل الخوف من استمرار التدهور فى الوضع الاقتصادى لما لهذا الوضع من قدرة على جر البلاد إلى منعطف خطير، يقضى على أهداف الثورة، لافتاً إلى أن مصر فى هذا التوقيت الحرج تحتاج إلى جهودنا جميعًا قائلًا : لقد حان وقت الهدوء حتى نستطيع العمل.
و من ناحيته حمل سعد هجرس، مدير تحرير جريدة العالم اليوم، جماعات الإسلام السياسى و خاصة جماعة الإخوان المسلمين تدهور الأوضاع السياسية و الاقتصادية الحالية، مشيرًا إلى أنه نظراً لحجم الجماعة كان المفروض عليها أن تقود التوافق الوطنى و بالرغم من ذلك تمادت فى محاولات إقصاء الآخرين .
و قال : إننا كنا نتوقع من جماعة الإخوان سلوكًا سياسيًا يكون نبراسًا للجماعات و القوى السياسية و الأحزاب الأخرى إلا أننا لم نر سوى (نقض العهود و تغيير المواقف)و ما زاد الأمر سوءًا و ضاعف من المرارة لدى الجميع أسلوب الاستئثار بالجمعية التأسيسية للدستور .
وأوضح سعد هجرس، أن مشروع النهضة الذى ارتبط بشكل مباشر بخيرت الشاطر، و راح البعض يصفه بأنه النبى يوسف الذى سيخرج مصر من السنوات العجاف، كما وصفه البعض بخليفة أردوغان و طلعت حرب العهد الجديد،كان قد عكف عليه و هو داخل السجن بعد ذلك عاونه فريق من الخبراء لتطبيق التجارب الناجحة لمعظم الدول التى حققت طفرة اقتصادية مثل دول النمور الآسيوية و دول مثل تركيا و البرازيل و ماليزيا.