سادت حالة من التوقعات بصعود أسعار الحبوب فى العالم بالعام المقبل، والتى تصل بالفعل إلى مستويات مرتفعة فى الوقت الراهن، وذلك فى ظل الهبوط فى المخزون واستمرار سوء أحوال الطقس.
وذكرت صحيفة "وول ستريت" الأمريكية أن ارتفاع الأسعار قد يصعب الاختيارات بالنسبة لصانعى السياسات، خاصة فى الأسواق الناشئة سريعة النمو حيث إنها تكافح من أجل كبح ارتفاع معدلات التضخم بدون الإضرار بالتعافى الاقتصادى العالمي.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة الأمريكية "الفاو" اليوم الأربعاء إن مؤشرها لأسعار الغذاء ارتفع بنحو 3.7% إلى 205.44 نقطة فى شهر نوفمبر الماضى ليسجل صعودًا للشهر الخامس على التوالى ويُحقق ارتفاعًا لأعلى مستوياته فى 28 شهرًا، ويعتبر أقل بنحو 8 نقاط فقط عن مستوى الذروة الذى وصل إليه فى شهر يونيو عام 2008.
وقال مسئول فى شئون الحبوب الغذائية بـ"الفاو" إنه حدث تطور جديد على خلاف ما كان يحدث فى ارتفاع الأسعار خلال فترات سابقة، مشيرًا إلى أنه فى الوقت الراهن تواصل الاسعار صعودها عند مستوى مرتفع لفترة أطول, فى حين أنها فى السابق كانت ترتفع فى شهر أو شهرين ثم تعود إلى الانخفاض مُجددًا.
من جانبه قال "جاى أونيل"، خبير الزراعة بجامعة كانساس: إن هناك قلقًا ملحوظًا حيال المستوى المنخفض للمخزون لكل من القمح والذرة وفول الصويا فى العام الحالى.. ويتوقع ارتفاع الأسعار مُجددًا.
ووفقًا لمنظمة الفاو, قد ينتهى عام 2010 بوجود مخزون عالمى من القمح عند مستوى 181 مليون طن أى بتراجع بنحو 10% عن العام الماضى.
وقد يُسجّل مخزون الذرة فى الولايات المتحدة التى تعتبر أكبر مصدر للمحصول تراجعًا بأكثر من 50% إلى 21 مليون طن فقط بحلول نهاية العام الحالى بسبب سوء أحوال الطقس التى قللت من الإنتاج.
ويتوقع استمرار ارتفاع أسعار الحبوب حتى سبتمبر عام 2011 بسبب انخفاض مستوى المخزون.
من جهة أخرى, فإن روسيا التى تعتبر من كبرى الموردين فى العالم للقمح فى النصف الأول من عام 2010 لن تتغيب فقط عن التصدير حتى يوليو العام المقبل ولكنها قد تضطر الى استيراد الحبوب من جيرانها من الدول بسبب قلة المحصول من القمح فى العام الحالى.