أعلنت شركة "سوني" اليابانية عملاقة صناعة الإلكترونيات عن تحقيقها خسائر قياسية في العام المالي الماضي بسبب الكوارث الطبيعية التي ضربت البلاد وارتفاع قيمة العملة "الين" التي أضرت بمكاسبها.
وحققت الشركة صافي خسائر تقدر بنحو 456.7 مليار ين (5.7 مليار دولار) للعام المالي المنتهي بنهاية شهر مارس الماضي، مقارنة بنحو 259.6 مليار ين خسائر حققتها في العام الأسبق.
وقالت سوني، إن هبوط الطلب من الأسواق المتقدمة أثر أيضا على مكاسبها، ورغم ذلك تتوقع الشركة تحقيق مكاسب بنحو 30 مليار ين للعام المالي الجاري.
وفي حين يبدو أن الشركة متفائلة حيال العام الجاري، يرى بعض المحللين أنه من المحتمل أن تواجه أوقاتًا عصيبة في ظل هبوط الطلب من اوروبا واستمرار قوة الين وهي من العوامل التي تسهم في هبوط ربحية الشركة.
وتأثر انتاج ومبيعات سوني بشدة من زلزال وموجات تسونامي التي ضربت البلاد في شهر مارس عام 2011، مما أسفر عن حدوث اضرابات في سلسلة الإمدادات ونقص في الطاقة مما أرغم الشركة على خفض انتاجها ومع أواخر العام أيضا أضرت الفيضانات بمصانعها في تايلاند.
وأضافت قوة العملة اليابانية -التي ارتفعت بنسبة 10% امام الدولار الامريكي في الفترة بين ابريل عام 2011 وفبراير عام 2012- المزيد من الأوجاع الى الشركة.
وبعيدا عن تأثيرات العملة القوية والكوارث الطبيعية، قال المحللون إن الشركة خسرت في مجالات كثيرة امام منافسيها، وظل نشاط صناعة التليفزيونات يحقق خسائر على مدار الثماني سنوات الماضية بسبب المنافسة من شركة "سامسونج" والتي شهدت زيادة ملحوظة في حصتها السوقية العالمية.
وفي نفس الوقت ظلت وحدة ألعاب الفيديو التابعة لشركة "سوني" تشهد تنافسًا كبيرًا ليس فقط من صانعي الألعاب ولكن أيضا من ارتفاع شهرة الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية وتحسين جودة الألعاب المتاحة على هذه الأجهزة.
وأوضح " نيتين سوني" بمؤسسة فيتش للتصنيف الائتماني، أن المسألة الأساسية تكمن في أن سوني تخسر سريعا ريادتها في سوق التكنولوجيا لصالح منافسيها، وإنها لا تقوم بإنتاج منتجات جديدة أو أجهزة يمكن أن تجمع بين الموسيقى والترفيه والألعاب ويكون لها جاذبية واسعة.