تمكنت أسواق المال الأمريكية والاوروبية من حصد المكاسب للاسبوع الثاني على التوالي مدفوعة بالانباء الجيدة وتحسن التوقعات وثقة المستهلكين, بينما شهدت بورصات آسيا نوعًا من التأرجح في ظل صعود أسواق الأسهم اليابانية والأسترالية وهبوط البورصة الصينية.
وحققت البورصات الامريكية صعودا للاسبوع الثاني على التوالي ليصل مؤشر ستاندرد آند بوورز500 الى أعلى مستوياته منذ سبتمبر 2008 في ظل توصل الرئيس الامريكي باراك أوباما لاتفاق مع الجمهوريين حول خفض الضرائب وبعد أن رفعت شركة جنرال اليكتريك توزيعات الارباح وفاقت ثقة المستهلكين التوقعات في الاسواق.
وارتفع مؤشر ستاندرد آند بوورز 500 بنسبة 1.3% لتصل الى 1240.40 نقطة لتواصل تحقيق المكاسب في 2010 الى 11%. وقفز مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 28.23 نقطة بنسبة 0.3% ليصل الى 11410.32 نقطة.
وقال "ديفيد سبيكا" الخبير الاستراتيجي في الاستثمارات بمجموعة ويست وود القابضة إن الأسواق بدأت تشهد الاقبال على شراء الأسهم والابتعاد عن سندات الخزانة، حيث أصبح المستثمرون يشعرون بالراحة بشكل أكبر بالنسبة لتوقعات النمو في 2011.
وقفزت الأسهم وتراجعت سندات الخزانة ليرتفع العائد على السندات استحقاق 10 سنوات لأعلى مستوى أسبوعى خلال 2010 في ظل التكهنات بأن خطة أوباما لمد خفض الضرائب سيحفز النمو الاقتصادي ويدفع بهبوط معدلات البطالة.
وأظهر مؤشر تومسون رويترز جامعة ميتشجان ارتفاع ثقة المستهلكين في أمريكا لأعلى مستوياتها في ستة سنوات.
وحققت أسهم شركة جنرال موتورز صعودًا بنسبة 5.6 % لتصل الى 17.72 دولار لتصل إلى أعلى سعر منذ 13 مايو الماضي، بعد أن رفعت الشركة توزيعات أرباحها ربع السنوية الى 14 سنتًا للسهم من 12 سنتًا للسهم لتسجل الزيادة الثانية في العام الحالي.
واستطاعت البورصات الاوروبية تحقيق المكاسب في الاسبوع الثاني على التوالي حيث توقع المستثمرون أن تحسن أرباح الشركات وبيانات الاقتصاد الكلي ستتغلب على أزمة الديون السيادية.
وارتفع مؤشر ستوكس يوروب 600 بنسبة 1.9% في الاسبوع الماضي. ومازال المؤشر مرتفعا بنحو 8.8% في العام الحالي مع تحسن أرباح الشركات، وبعد أن كشف بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن برنامج لشراء السندات بقيمة 600 مليار دولار لانعاش التعافي الاقتصادي الامريكي.
وأوضح مسح لوكالة "بلومبرج" أن الأسهم الاوروبية سترتفع بنسبة 12% حتى نهاية 2011 ، حيث ساعد ارتفاع المكاسب وانخفاض أسعار الفائدة الشركات على التغلب على أزمة الديون السيادية.
وشهدت أسواق المال الآسيوية تأرجحا خلال الأسبوع الماضي حيث ارتفعت بورصات اليابان واستراليا، بعد أن أظهرت البيانات تحسن النمو الاقتصادي ومعدلات التشغيل, بينما ارتفعت الأسهم الصينية إثر المخاوف من قيام صانعي السياسات برفع أسعار الفائدة لكبح التضخم.
وتهاوى مؤشر "إم إس سي أي آسيا باسيفيك" بنسبة 0.3% لتصل الى 133.09 نقطة خلال الاسبوع الماضي بعد أن ارتفعت بنسبة 3.5% في الاسبوع الأسبق, وفقا لوكالة "بلومبرج".
واستطاعت أسواق المال اليابانية تحقيق المكاسب خلال الاسبوع الماضي حيث قفز مؤشر نيكاي 225 بنسبة 0.3%، وأظهرت البيانات الاقتصادية نمو اجمالي الناتج المحلي بنسبة 4.5% بوتيرة سنوية في الربع الثالث من العام الجاري، وتوقع الخبراء أن يصل النمو الى 4.1%.
وقال " ماسارو هاماساكي" الخبير الاستراتيجي بشركة تويوتا أسيت مانجمنت إن المستثمرين يعرفون بالفعل أن الانفاق الرأسمالي المرتفع في الربع الثالث من العام الحالي سيدفع بنمو الاقتصاد الياباني.
وفي أسواق المال الآسيوية الأخرى, ارتفع مؤشر S&P/ASX200لبورصة استراليا بنحو 0.9%.
وقال مكتب الاحصاء باستراليا مؤخرا إن عدد التوظيف في استراليا ارتفع بحوالي 54600 شخص في الشهر الماضي مقارنة بأكتوبر الأسبق. وتهاوت معدلات البطالة الى 5.2% من 5.4%.
وفي هونج كونج تراجع مؤشر هانج سينج بنسبة 0.7% كما فقد مؤشر شنغهاي لأسواق المال الصينية أقل من 0.1% من قيمته خلال الاسبوع الماضي, بينما قفز مؤشر كوسبي لبورصة كوريا الجنوبية بنسبة 1.5%.