أكد عصام العريان القائم بأعمال رئيس حزب "الحرية والعدالة" أن قرارات الرئيس محمد مرسي بإقالة القادة العسكريين قرارات ثورية وضعت أقدام مصر على أعتاب الدولة المدنية الديمقراطية وأنهت الحكم العسكري لها وقطعت الطريق على الذين يراهنون على إفشال الرئيس ومشروعه الإسلامي
وشدد على أن العالم اصبح يتعامل مع دولة مدنية حقيقية في مصر وشعبها هو السيد الحقيقي ومصدر السلطة رئيسها الذي انتخبه الشعب وحكومتها مسئولة يحاسبها رأي عام قوي وأهلها متيقظون يشعر المواطن فيها أنه صاحب القرار وأن صوته كمؤيد أو معارض يحدد مسيرة هذا البلد ومن هنا تبدأ مرحلة ومسيرة التحول الديمقراطي في مصر لتصبح مصر وطنا للجميع.
ودعا العريان في حوار مع صحيفة "الراي" الكويتية الثوار والقوى السياسية إلى الالتفاف حول الرئيس محمد مرسى وبرنامجه لكي تنطلق مصر نحو آفاق أرحب وقال إنه من قصر النظر السياسي المراهنة فقط على فشل الرئيس والحكومة في غياب البديل ونحن بحاجة إلى أن يشعر الجميع بالمسئولية عن نجاح التجربة الديمقراطية الوليدة وذلك بجعل الرئيس وحكومته أولويات استتباب أمن ومنع الفوضى ومعاقبة المخربين بالقانون وتوفير الطاقة وتقوية التماسك الاجتماعي ودعم اللحمة الوطنية.
ونفى العريان أن الدستور القادم سيكون إخوانيا، مؤكدا أن تشكيل الجمعية التأسيسية ورئيسها والمتحدث باسمها كلهم شخصيات وطنية لا علاقة لهم بالإخوان واللجنة تضم جميع الأطياف وأن من يرددون هذا الكلام يريدون تعويق المسيرة الإصلاحية في مصر بأي وسيلة، معربًا عن أمله أن تشهد مصر استقرارًا وتنمية في ظل دستور جديد يؤسس لديمقراطية سليمة، موضحًا أنه تم إنجاز الغالبية العظمي من مواد الدستور بفضل كثافة وتوالي الاجتماعات للجمعية ولم يتبق سوى 10 مواد وتنتهي الصياغة الأولى وبعدها يتم ترتيب إجراءات الاستفتاء ولكن بعد انتهاء اللجان الفرعية كذلك.
ورفض العريان دعوة البعض إلى تسليم سلطة التشريع للجمعية التأسيسية ووصفها بأنها دعوى غريبة وعجيبة، حيث إن البعض من هؤلاء طالبوا المجلس العسكري بالبقاء سنوات وإمساكه كل السلطات وانهم ينكرون حقًا مستقرًا دستوريًا بمصر لرئيس منتخب في ظرف انتقالي، مؤكدا أنه في غياب البرلمان ستكون السلطة التشريعية فى يد الرئيس الذى يتشاور مع جميع القوى السياسية ويستخدمها مضطرًا للضرورة
وعن زيارة الرئيس مرسي للصين القادمة أكد أن مصر لن تصبح تابعة لأحد وستمنعها كرامتها من مد يدها لأخذ أي معونات ولذلك فإن البديل هو البحث عن موارد جديدة وتنميتها وإن رحلة الرئيس محمد مرسي إلى الصين هي بداية لتدفق استثمارات جادة تساهم في رفع معدلات التنمية الاقتصادية في مصر من جهة وتساعدنا في الاستغناء عن القروض والمعونة من جهة أخرى وهذا يتحقق مع الصبر والعمل المتقن والجد والاجتهاد حتى تتزايد الاستثمارات ويرتفع مؤشر التنمية وتعبر مصر جميع الازمات.
و أكد العريان أن الاعلام قبل قيام الثورة اتخذ منحى معاديا ومضادا لها من أجل الحفاظ على مكاسب خاصة متجاهلا مصلحة الوطن وإذا أردنا أن نلخص حالة الإعلام الكاره للثورة والرافض لها يكفي الخبر الذي نشروه قبل أيام عن حكم المحكمة الدستورية الألمانية وصوروه على غير الحقيقة لخداع وتضليل الشعب المصري والذي يقضي بعدم دستورية بعض مواد قانون الانتخاب في ألمانيا ولكنها أبقت على البرلمان دون حل.
واضاف أن هذا الإعلام عمل ضد الثورة أثناء انطلاق شرارتها الأولى ولكنه فشل ونجحت ثورة 25 يناير ثم قاد حملة ضد التعديلات الدستورية في 18 و19 مارس وفشل ونجحت التعديلات بنسبة تجاوزت الـ 78%ثم قاد حربا شرسة ضد الإسلاميين في الانتخابات البرلمانية إلا أنها فشلت فشلا ذريعا وكسبت الأحزاب الإسلامية بنسبة قاربت الـ77% وكذلك استمر هجومهم ومعركتهم ضد الإسلاميين بلا هوادة في انتخابات رئيس الجمهورية
وطالب العريان أصحاب هذه القنوات التي تريد تشويه الوجه الجميل لثورة 25 يناير وتشويه الوعي الذي يتمتع به الشعب المصري أن يدركوا أن هذه الثورة أكدت أن المصريين شعب ناضج ويستطيع أن يكتشف التزوير والكذب.