كشف هشام زعزوع وزير السياحة، أنه تقدم بمقترحات لمجلس الوزراء لتحفيز القطاع السياحى تشمل حوافز ضريبية للمنشآت السياحية لمدة تتراوح من 5 إلى 7 سنوات، مشيرًا إلى أن ربط الإعفاءات الضريبية بمدة محددة سيدفع المستثمرين الذين توقفت مشروعاتهم منذ الثورة إلى سرعة الانتهاء منها قبل انتهاء المدة المحددة للاعفاءات، وأشار إلى ما حدث فى عهد وزير المالية الأسبق يوسف بطرس غالى عندما أعلن وقف حوافز المنشآت السياحية فى 2008، وحرص المستثمرين على الانتهاء من الإنشاءات، وشهدنا أكبر طفرة فى عهد القطاع السياحى فى مصر عام 2010.
و قال زعزوع فى ندوة "السياحة فى مصر ..بين التيار الدينى والواقع الاقتصادى" التى عقدها مجلس الأعمال المصرى الكندى برئاسة المهندس معتز رسلان أمس، أنا لا أنتمى لجماعة الإخوان ..أنا تقنوقراط وأرى أن التخوف من صعود التيار الدينى خفت حدته منذ تشكيل الحكومة، كما أننا لم نعد نسمع التصريحات غير المدروسة، مؤكدًا أن الحكومة الحالية تدعم ملف السياحة بشكل كبير.
و أضاف أن العقبة التى تواجه ضخ الاستثمارات فى القطاع السياحى ليست ظاهرة خاصة بالقطاع وحدة وإنما هناك مشكلة فى المناخ العام للاستثمار بسبب عدم الاستقرار الناجم عن عدم اكتمال العملية السياسية نحو التحول الديمقراطى، لذلك الحكومة حريصة فى الوقت الحالى على بث رسائل إيجابية.
و اشار وزير السياحة، إلى أنه عرض على مجلس الوزراء إلغاء تأشيرات الدخول لبعض دول المغرب العربى و العراق وذلك لجذب السائحين من تلك الدول، لافتًا إلى أن مصر و تركيا كانتا تستقبلان نحو 50 ألف سائح مغربى كل عام إلا ان تركيا عندما قامت بإلغاء تأشيرات الدخول لأراضيها استقطبت 160 ألف سائح مغربى فى 2011 أى ثلاثة أضعاف الرقم السابق كذلك تستقبل تركيا 3 آلاف سائح عراقى فى الأسبوع الواحد، مؤكدًا أن أهمية خفض حدة الهاجس الأمنى إذا كنا نستهدف عودة السياحة مرة أخرى، أما فيما يتعلق بالسياحة الإيرانية فالقرار سياسى.
و قال وزير السياحة، إنه حصل أمس الأول على موافقة مجلس الوزراء على إنشاء مجموعة سياحية مثل المجموعة الاقتصادية وذلك إيمانًا منه بأن القطاع السياحى يجب أن يدار من قبل فريق متكامل يحمل كافة الملفات وله اتصال مباشر بصانعى القرار بعيدًا عن البيروقراطية، وخاصة فى الوقت الحالى.
و ردًا على سؤال حول تأثيرات رفع دعم الطاقة على القطاع السياحى قال زعزوع إن الدولة لم تعد قادرة على الاستمرار فى دعم الطاقة، وإن رفع الدعم قادم لا محالة إلا أنه سيحاول إرجاء تطبيقه على المنشآت السياحية حتى انتهاء الموسم الحالى، مشيرًا إلى أن هناك مؤتمرًا فى نوفمبر القادم تحت مفهوم السياحة الخضراء سيعرض الوزير خلاله على الاتحاد الأوروبى مشروعًا يوفر من 35% إلى 40% من تكلفة الطاقة من خلال استخدام الطاقة النظيفة في المنشآت السياحية ومن المنتظر تمويله أوروبيًا.
و من جانبة قال إلهامى الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية، إن الموارد البشرية فى القطاع السياحى لها أهمية كبرى فهى المقدم الحقيقى للخدمة لذلك نسعى إلى تدريب العاملين بالقطاع على أعلى مستوى بالاتفاق مع مؤسسات دولية للدعم الفنى، وخاصة الاتحاد الاأروبى الذى رصد نحو 15 مليون يورو للتدريب، ونطالب الآن بتمويل إضافى، مؤكدًا أن 75% من المرشدين السياحيين يحتاجون لإعادة تأهيل، ويبلغ عددهم نحو 16 ألف مرشد سياحى.
ومن جانبة قال معتز رسلان، إن القطاع السياحى عانى كثيرًا من تداعيات ثورة يناير وتراجعت مؤشراتها كثيرًا بشكل كاد يهدد الاقتصاد المصرى، وإنه بالرغم من استقرار الأوضاع السياسية والجهود الكبيرة لاستعادة القطاع عافيتة، فإن المخاوف من استمرار صعود التيار الإسلامى تلقى بظلالها على مستقبل السياحة، وأضاف أنه كمستثمر لاتزال الصورة غير واضحة أمامه وهو حال معظم المستثمرين المحليين وكذلك الأجانب متخوفون من ضخ استثمارات جديدة أو توسعية فى الوقت الحالى بسبب حالة القلق السياسى وتردى الأوضاع الأمنية، مطالبًا وزير السياحة ببعث رسالات تطمين حكومية للمستثمرين، وكذلك منح حوافز لتنشيط القطاع.