اكد ممتاز السعيد وزير المالية، ان الرقابة المالية قبل الصرف هي الرقابة المنوطة بوزارة المالية تنفيذها، وهي تتكامل مع الرقابة بعد الصرف المنوطة بالجهاز المركزي للمحاسبات، مشيرًا إلي أن علاقة وزارة المالية والجهاز المركزي هي علاقة وثيقة ومترابطة لاحكام الرقابة علي المال العام جاء ذلك في اطار ما اثير فى بعض وسائل الاعلام حول الرقابة المالية قبل الصرف.
وشدد الوزير علي حرص الحكومة علي تشديد الرقابة علي عمليات الانفاق العام والتزام الجهات العامة بمخصصاتها المالية كما حددها قانون الموازنة العامة ، بجانب الالتزام بقرارات وتعليمات ترشيد الانفاق العام، للحد من عجز الموازنة العامة.
وقال الوزير ان وزارة المالية تنفذ منذ فترة مشروعا متكاملا لميكنة العمليات المالية بالموازنة العامة وذلك علي جانبي الانفاق والإيرادات ، حيث ستسمح هذه الميكنة بمتابعة لحظية لعمليات الانفاق العام مع احكام الرقابة علي الوحدات الحسابية المنتشرة في جميع وحدات الجهاز الاداري للدولة ووحدات الحكم المحلي والهيئات الاقتصادية، وربطها بديوان عام الوزارات المختصة وايضا مع رئاسة مجلس الوزراء.
وقال ان هذا النظام المميكن سيساعد الجهات الرقابية علي سرعة اكتشاف اي زيادة غير مبررة في انفاق اي من تلك الجهات مع التاكد من الالتزام بمخصصاتها المالية والانفاق فقط علي المشروعات المدرجة بخطتها الاستثمارية المعتمدة، بجانب التاكد من التزام كافة جهات الدولة بتنفيذ قانون الحد الاقصي للاجور .
واضاف ان النظام الجديد سيسهل ايضا من عمل المراقبين الماليين التابعين لوزارة المالية والذين يتولون رقابة الوحدات المحاسبية فلا يوجد مبلغ مالي يصرف من احدي الجهات العامة الا ويجب موافقة المراقب المالي اولا علي عملية الصرف للتاكد من صحتها وانها في حدود المخصصات المالية المحددة لهذه الجهات بالموازنة العامة وايضا ان هذه المبالغ تاتي وفاءا لاجور حتمية مثل الاجور والمرتبات او وفاءا لالتزامات تلك الجهات عن المشروعات العامة المدرجة بالفعل في الموازنة العامة.
واشار الوزير الي ان المراقبين الماليين بما لهم من خبرات وكفاءة عالية كشفوا العديد من وقائع الانحراف المالي والتي تمت احالتها الي جهات التحقيق المختلفة والجهات الرقابية الاخري.
واوضح الوزير انه في اطار حرص وزارة المالية علي تحقيق العزة والكرامة للمراقبين الماليين الذين يتولون مهمة الاشراف المالي علي الانفاق العام بالوحدات الحسابية بجهات الدولة المختلفة ...فقد اصدر خلال شهر مارس الماضي القرار رقم 92 لسنة 2012 ، وذلك بحظر تقاضي ممثلي وزارة المالية في الجهات العامة المختلفة اية مبالغ مالية او مزايا عينية تحت اي مسمي من هذه الجهات.
وقال ان القرار إلغي كافة الاستثناءات التي كانت تسمح للبعض بالحصول علي مبالغ مالية او مزايا عينية من جهات يتولون مراقبتها ماليا، مشيرا الي ان القرار الجديد يستهدف احداث مزيدا من الإحكام لواحدة من أهم ادوات ضبط المالية العامة للدولة ألا وهي الرقابة المالية قبل الصرف والتي يتولاها المراقب المالي والمدير المالي في الجهات المختلفة حيث يراقب عمليات صرف مخصصات تلك الجهات بالموازنة العامة للدولة وذلك قبل الصرف الفعلي.
وأضاف الوزير بان القرار نص علي الحظر التام علي كافة العاملين بقطاعات الحسابات والمديريات المالية والحسابات الختامية والموازنة والتمويل وقطاع مكتب الوزير وأيضا علي ممثلي وزارة المالية من هذه القطاعات لدي وحدات الجهاز الاداري للدولة ووحدات الادارة المحلية والهيئات الخدمية والهيئات الاقتصادية وصناديق التمويل او الحسابات الخاصة وغيرها من الجهات التي يوجد بها تمثيل لوزارة المالية تقاضي اية مبالغ من هذه الجهات كمكافأة تشجيعية او تعويض عن جهود غير عادية او اية مبالغ نقدية او مزايا عينية تحت اي مسمي.
وأوضح ان القرار الزم كل من يخالف هذا الحظر برد المبالغ او المزايا العينية التي حصل عليها بالمخالفة لإحكام هذا القرار وذلك للخزانة العامة ودون الاخلال بالمسئولية التأديبية التي سيواجهها.
واوضح الوزير ان ملاحظات الجهاز المركزي للمحاسبات تاخذ كل الاهتمام من جانب وزارة المالية ، والتي تطلب من الجهات محل هذه الملاحظات سرعة تصويب حساباتها وفقا لما اشار به الجهاز وتاكيدا علي ذلك فان منشور اعداد الموازنة العامة للعام المالي الحالي والذي ارسل لكل وحدات الجهاز الاداري للدولة ووحدات الحكم المحلي والهيئات الاقتصادية شدد علي ضرورة التزام الجهات العامة وهي تضع موازناتها التقديرية بتلافي ملاحظات الجهاز المركزي للمحاسبات والتي تضمنتها تقارير الجهاز خلال السنوات الاخيرة ، مع ضرورة عدم تكرار الاخطاء التي وقعت فيها الجهات العامة.