قرر مجلس نقابة الصحفيين، عقب اجتماع طارئ، الأحد، تقديم بلاغ عاجل إلى النائب العام، ضد اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية، ومدير أمن الجيزة، ورئيس المباحث الجنائية بالمديرية، وحازم أبوإسماعيل، القيادى السلفى، فى واقعة الهجوم على مقر حزب الوفد والاعتداء على عدد من الصحفيين، وتهديد عدة صحف بالاقتحام.
كان وفد من النقابة قد زار مقر حزب وجريدة الوفد صباح الاحد ، وضم جمال فهمى، وكيل أول النقابة، وكارم محمود، سكرتير عام النقابة، وجمال عبدالرحيم، وكيل النقابة، وهشام يونس، وعلاء العطار، وخالد ميرى، أعضاء مجلس النقابة.
وقال جمال فهمى: "اقتحام مقر حزب الوفد وحرقه وتدميره والاعتداء على عدد من الزملاء الصحفيين، وتهديد عدد من الصحف الخاصة بالاقتحام، السبت ، يؤكد أن من يحكمون مصر الآن تشكيل عصابى منفلت من كل قانون وأعراف للدولة". وأضاف أن مصر فى تاريخها لم تشهد فرق جوالة من البلطجية، برعاية النظام، واقتحام الوفد جاء ليغطى على حجم التزوير الرهيب لإرادة الناخبين الذى شاهده الجميع جهاراً نهاراً، فى عملية الاستفتاء، وفاق ما فعله نظام مبارك.
وقال جمال عبدالرحيم إن وفد مجلس النقابة استمع إلى شهادة الصحفيين العاملين فى جريدة الوفد الذين أكدوا أن قوات الأمن حاصرت مبنى الحزب والجريدة لمدة 3 ساعات، ثم انسحبت بمجرد وصول أنصار حازم أبوإسماعيل، الذين اقتحموا المقر وقاموا بأعمال تخريب وعنف لمدة تقترب من ساعة على مرأى ومسمع من قوات الأمن.
وتابع أن ما حدث إرهاب واضح وتواطؤ من الأمن، خاصة أنه لم يتم القبض على أى متهم أو أى من الذين قاموا باقتحام المقر وتدميره وحرقه، وأوضح: "أزمة الصحافة مع السلطة الحاكمة"، انتقلت من خانة الملاحقة والسجن ومصادرة الصحف، إلى مرحلة خطيرة هى الحصار والضرب والأسلحة والبلطجة والإرهاب".
وحذر خبراء إعلام ورموز صحفية مما سموه "عمليات اغتيال منظمة" لعدد من قيادات الصحف والإعلاميين تحت شعارات دينية، وقالوا إن المهنة وحرية الرأى والإبداع تتعرض لحملة منظمة من تيار معاد للحريات، يستخدم الدين كستار لتحقيق مكاسب سياسية، فى ظل دولة تظهر كأنها ترعى الإرهاب ولا تمانع فيما يتعرض له الصحفيون والصحف.
قال الكاتب الصحفى صلاح عيسى: "إن هذا الأسلوب كان شائعاً قبل ثورة 1952 أثناء فترات الصراع السياسى"، ولفت إلى أن الأمر تطور وأصبح أكثر خطورة، حيث أصبح هناك فصيل يعادى الحريات، ويسعى إلى قمع الصحافة عن طريق استخدام القوة والإرهاب والأسلحة والحرق والتحطيم.
وحذر من عودة قوائم الاغتيال مرة أخرى واستهداف قيادات صحفية وإعلامية، خاصة فى ظل صمت الدولة والنظام الحاكم، الذى يظهر كأنه يرعى هذه الجماعات الإرهابية ويستحسن تصرفاتها، خاصة أنها تستخدم وسائل الإرهاب ضد صحف ومؤسسات صحفية وإعلامية تعارضهم. وأضاف: "إننا قد نرى عمليات اغتيال للصحفيين، إذا لم تتم السيطرة ومحاصرة هذه الموجة من المتاجرة بالدين". وأضاف "عيسى" أن الوضع الحالى يظهر مصر كأنها أصبحت دولة ميليشيات.
وقال الكاتب الصحفى سعد هجرس إن ما يحدث إرهاب ممنهج تحت رعاية السلطة الحاكمة، التى تقف متفرجة أمام جماعات تستخدم العنف والقتل والحرق والأسلحة لقمع المعارضة.
وتابع أن الجماعات الإرهابية تتحرك فى مصر تحت رعاية الأمن، وطالب "هجرس" الجماعة الصحفية والقوى السياسية بالتوحد بقوة لمواجهة تيار الإسلام السياسى. وقال الكاتب الصحفى يحيى قلاش، المتحدث الإعلامى باسم اللجنة الوطنية للدفاع عن حرية الرأى والتعبير، ما تعرض له حزب الوفد وجريدته، أمس الأول، يؤكد تواطؤ الدولة والأمن مع هذه الميليشيات المسلحة، وتابع: إن المرحلة المقبلة أكثر كارثية.
وفى السياق ذاته، أصدرت اللجنة الوطنية للدفاع عن حرية التعبير بياناً، الاحد ، أدانت فيه ما سمته الأعمال الإجرامية والإرهابية ضد الصحف ووسائل الإعلام، التى جرت، مساء السبت ، أمام مقر جريدة "الوفد".