فضائح 2012 تلقى بظلالها على شعبية العائلات الملكية في أوروبا
الثلاثاء 08 january 2013 11:48:00 صباحاً
هل كانت الاثنا عشر شهرًا الماضية قاسية بصورة خاصة بالنسبة للعائلات الملكية الأوروبية؟ سؤال يتبادر إلى الذهن خصوصًا عند مشاهدة الصور التى التقطتها عدسات المصورين لأفراد منهم صورًا عارية، وكشف وسائل الإعلام عن علاقات جنسية عاشها البعض منهم.
من نواحٍ كثيرة، لا يبدو الأمر هكذا، ففي بريطانيا، لا يزال تأييد الأسرة الملكية قويا، على الرغم من عام شهد نشر صور محرجة للأمير هاري في مدينة لاس فيجاس الأمريكية وصور لكيت ميدلتون، دوقة كامبردج، وهي عارية الصدر، التقطها مصورون ملاحقون للمشاهير "باباراتزي" خلال قضائها عطلة.
ولا يبدو أن العائلات الملكية في مناطق أخرى من أوروبا في طريقها للتخلي عن عروشها، على الرغم من الأنباء السيئة التي تتراوح ما بين جدل بشأن رحلات السفاري الخاصة بملك أسبانيا إلى شائعات بشأن سوء سلوك عاهل السويد.
ومع كل عنوان سيء، يبرز آخر جيد، لتبقى العائلات الملكية في قلوب شعوبها ، فقد أظهر رد الفعل الإيجابي إزاء نبأ حمل كيت زوجة الأمير ويليام، أن هناك أماني طيبة كثيرة للعائلة الملكية.
ومن بين الأمور البارزة الأخرى ، إعادة تقديم ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية - 86 عاما- لنفسها كفتاة جيمس بوند، من خلال "قفزة بالمنطاد" في الملعب الأولمبي، والتي ساهمت أيضا في تزايد الشعبية. وكانت هذه هي قفزة النشاط الوحيدة في عام احتفلت فيه الملكة بحدثين مهمين وهما الذكرى السنوية الستين لجلوسها على العرش، وذكرى زواجها الخامسة والستين من الأمير فيليب.
في الواقع، من هذا المنظور، ربما كانت أسوأ انتكاسة للملكة هي وفاة الكلب مونتي، من فصيلة كورجي والذي ظهر معها في فيديو جيمس بوند الذي عرض في افتتاح الألعاب الأولمبية.
بيد أن هذا تجاهل الأمير هاري، الثالث في ترتيب العرش، الذي أثار غضب جدته برقصه عاريا مع فتيات هوى في غرفة بفندق في لاس فيجاس، وانتشار صور أثارت فضولا عالميًا على الإنترنت، إلا أن الصحف تجنبتها على نطاق واسع.
وبعد أسابيع، ظهرت فضيحة أخرى، وهي نشر مجلة مشاهير فرنسية صورا لكيت التقطت خلسة لها وهي عارية الصدر خلال عطلة خاصة مع الأمير ويليام في فرنسا ما تسبب في موجة من الانتقادات.
وأقام ويليام، الذي ذكر بحلقة "أسوأ تجاوزات للصحافة ولمصوري باباراتزي" خلال حياة والدته الأميرة ديانا، دعوى قضائية على الفور ضد مجلة "كلوز" الفرنسية.
وأوقفت هذه الدعوى بصورة فعالة تداول الصور أكثر من هذا ، بعد أن فقد أحد رؤساء التحرير اختار نشر الصور في أيرلندا وظيفته.
ويثبت هذا على الأقل أنه على الرغم من مرور العائلة الملكية في بريطانيا أحيانا بأوضاع صعبة إلا أنها لا تزال تتمتع بولاء شعبها. ناهيك عن كل هذا، فبعد أقل من عامين على زواج كيت الملكي، أصبحت دوقة كامبريدج النجمة الحقيقة في العائلة الملكية، وأكثر أفرادها جذبا لعدسات المصورين.
وقال بيتر يورك، الكاتب المتخصص في الشؤون الملكية، لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ)، إن "كيت أصبحت مرغوبا فيها بصورة كبيرة ، لكنها مشهورة تحسن التصرف".
ويعتقد يورك أن العائلة الملكية ، كما تؤكد استطلاعات الرأي ، حظيت بـ"عامها الأفضل منذ فترة طويلة"، على الرغم من حماقات هاري.
وقال يورك، استنادا لرد الفعل العام، إن الرأي العام سامح هاري على "مستوى عال من المرح". وأضاف أن البريطانيين "يعتقدون أنه لطيف مثل جرو مرح".
ويضيف يورك أن تخفيض اللهجة لا يعني أن حدوث سقطة في المعايير الملكية أصبح مقبولا على الصعيد العام، أو أن الفضائح الملكية لا تماثل الفضائح التي يتورط فيها العامة.
وقال يورك إن "هذا يتوقف على المتورط. الملكة دائما ما تحظى بالتبجيل ولا تعامل أبدا مثل الناس العاديين. كل أفراد العائلة الملكية ملتزمون بالأدوار التي خصصها الشعب لهم ، ويجب ألا يتجاوزوا تلك الأدوار".
ويبدو أن تلك القواعد أصبحت مطاطة أحيانا في عائلات ملكية أخرى. ففي أسبانيا، واجه الملك خوان كارلوس "عامه الكارثي" في عام 2012 بفضائح وشائعات حامت حول العائلة الملكية.
ونشر الصحفي بيلار إير كتابا ذكر أن العاهل الأسباني لديه مجموعة كبيرة من العلاقات الغرامية خارج إطار الزواج، قائلا إن الملك والملكة صوفيا منقطعة بينهما الحياة الزوجية الطبيعية منذ عقود.
وفي أكبر صفعة على الإطلاق، وجد أن الملك خرج في رحلة باهظة لصيد أفيال في بتسوانا، يقال إنه كان بصحبة صديقته، في الوقت الذي كان يغرق فيه رعاياه في أزمة اقتصادية عميقة.
وأثارت الرحلة غضبا، دفع الملك إلى أن يقدم في نهاية المطاف اعتذارا غير مسبوق، متعهدا بأن "هذا لن يتكرر مجددا".
وحظيت العائلة الملكية السويدية بدعم في فبراير الماضي بميلاد الأميرة استل ، ابنة ولية العهد الأميرة فيكتوريا والأمير دانيل، إلا أنه في أكتوبر الماضي، هبت رياح فضيحة بسبب نشر سيرة ذاتية غير مصرح بها للملك كارل جوستاف في عام 2010.
وانتقد القصر نشر صورة مركبة حملت عنوان "عشاء ملكي" وأظهرت امرأة عارية ظهرت في أعمال فنانة بوب سابقة قيل إنها كانت على علاقة غرامية بالملك.
وذكرت السيرة الذاتية، التي اعتمدت بصورة كبيرة على شهادات أدلى بها مالكو ملاه ليلية ومصادر مجهولة، أن الملك خاطر بالأمن القومي عبر زيارته ملاهي ليلية رخيصة بصحبة نساء شبه عاريات.