شهدت أسواق العملات أمس ومع بداية تعاملات اليوم الخميس حالة من الترقب قبيل المؤتمر الصحفي لـ "ماريو دراجي" رئيس البنك المركزي الأوروبي، فضلًا عن ترقب بشأن شارات تفيد بارتفاع سعر صرف اليورو أمام العملات الرئيسية الأخرى في الآونة الأخيرة، مما دفع بحركة الأسعار للتداول في نطاق ضيق على مستوى الأزواج الرئيسية بالسوق.
تداولت العملة الأوروبية الموحدة في نطاق ضيق رغم تراجع لأدنى مستوى لها في الجلسة عند 1.350 دولار، قبل أن يتعافى مجددًا مع بداية تعاملات اليوم إلا أن السعر يتحرك ببطء انتظارًا لقرارات هامة، مدعومًا بعمليات شراء من جهات سيادية آسيوية رغم أن أغلبهم كانوا حريصين على عدم دعم العملة الموحدة بدرجة كبيرة قبل قرار الفائدة المنتظر من البنك المركزي الأوروبي.
وقد سجل اليورو مستويات 1.3710 دولار بنهاية معاملات يوم الجمعة السابق وهو الأعلى في 14 شهرًا ونصف الشهر، قبل أن يتراجع مجددًا مطلع معاملات هذا الأسبوع في ظل احتدام الاضطراب السياسي في كل من أسبانيا وحالة عدم التأكد بشأن نتائج الانتخابات في إيطاليا.
ويذكر أن ارتفاع اليورو في الوقت الراهن قد يكون غير مرغوب لدى دول منطقة اليورو التي تعتمد على الصادرات في الوقت الذي صرح فيه الرئيس الفرنسي يوم أمس بأنه يجب وضع حد لسعر صرف اليورو فى الأسواق، حيث صعد سعر اليورو أكثر من2% أمام الدولار حتى الآن هذا العام وأكثر من 10% أمام الين، ما أثار احتجاجات قوية من جانب ساسة فرنسيين يخشون من أن يضر ارتفاع اليورو بالصادرات ويهدد الانتعاش الوليد في منطقة اليورو.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقي المركزي الأوروبي على سعر الفائدة دون تغيير عندما يعلن ويترقب المستثمرون تصريحات ماريو دراجي رئيس البنك بشأن الأثر السلبي لارتفاع العملة على اقتصاد منطقة اليورو الهش.
بينما ارتفع الجنيه الإسترليني أمام الدولار الأمريكي عقب تصريحات مارك كارني رئيس البنك البريطاني الجديد الذي سيبدأ ممارسة عمله في يوليو المقبل التي أشار فيها إلى ضرورة سحب خطط التحفيز غير الاعتيادية دون أن يؤدي ذلك إلى حدوث ارتباك في الأسواق المالية.
فقد ارتفع الجنيه إلى مستوى 1.5767 دولار خلال تعاملات اليوم الخميس عقب تصريحات كارني وما لبثت أن تراجعت مرة أخرى إلى مستويات 1.5699 عقب قرار تثبيت سعر الفائدة و برنامج شراء الأصول من قبل البنك البريطاني.
وفي الشق التقني يتداول اليورو مقابل الدولار بإيجابية ملحوظة منذ الصباح مبتعداً عن مستوى 1.3500، حيث يستمر سيناريو الاتجاه الصاعد المرجح لهذا اليوم بفعالية، إلا أن أهمية الثبات فوق 1.3485 للحفاظ على السيناريو المقترح قائماً، أما عن نطاق التداول المتوقع لهذا اليوم ما بين الدعم 1.3450 والمقاومة 1.3750.
كما اندفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار بقوة نحو الأعلى متخطيًا حواجز 1.5690 والمتوسط المتحرك 50، ويحاول الثبات فوقها الآن، وهذا ما يوقف سيناريو التصحيح الهابط المقترح لهذا اليوم، ويفتح باب العودة لاستئناف المسار العام الصاعد، لذا لابد من ترقب تحركات الزوج بين المستويات المحورية ما بين 1.5820 و 1.5690، خصوصاً وأن الأسواق بانتظار بيانات الفائدة عن الاقتصاد البريطاني والتي قد تسبب تداولات مختلطة لدى الزوج، وعن نطاق التداول المتوقع لهذا اليوم ما بين الدعم 1.5525 والمقاومة 1.5820.
كما يتداول زوج الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي بميل صاعد طفيف منذ الصباح، بالتزامن مع الاقتراب من مستوى الدعم المحوري المكسور يوم أمس عند 1.0345، بينما تشير التوقعات بأن يتجه الزوج إلى التراجع ما لم يتم اختراق مستويات 1.0345 و 1.0365 وعن نطاق التداول المتوقع لهذا اليوم ما بين الدعم 1.0215 والمقاومة 1.0400.