الرئيس محمد حسنى مبارك
أكد الرئيس حسنى مبارك ان السلام سيتحقق فى المنطقة وآتٍ لا محالة مهما كانت مراوغات الاحتلال الإسرائيلى، مضيفًا أن التنمية العربية الشاملة ستتحقق مهما كانت الصعاب والتحديات.
ودعا مبارك فى رسالة وجهها للشعوب العربية فى كلمته اليوم خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية للقمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية بشرم الشيخ إلى زيادة العمل العربى المشترك لبناء مستقبل أفضل للشعوب العربية.
وشدد الرئيس مبارك على ثقة القادة والرؤساء العرب فيما يمتلكه أكثر من 300 مليون عربى من طاقات وإمكانات وموارد وما يمتلكه الجميع سواء كان شعوبًا أو قادة أو زعماء من الارادة والعزم والتصميمبالرغم ما نواجهه من التحديات السياسية فى منطقتنا، وبالرغم من استمرار معاناة الشعب الفلسطينى، وتعثر جهود السلام العادل والشامل وما يحدق بالعالم العربى من أزمات وأطماع ومحاولات للتدخل.
وقال إن مصر والكويت تقدمتا بمبادرة فى 2007 لعقد قمم دورية عربية تخصص لمناقشة القضايا الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، ولتفعيل العمل العربى المشترك الداعم لتحقيق معدلات مرتفعة للنمو الاقتصادى، ولدفع جهود التنمية العربية الشاملة إلى الأمام.
وأضاف أن القمة الأولى التى عقدت بالكويت جاءت فى توقيت عصيب، بعد العدوان الإسرائيلى على غزة بما ألحق من أضرار بأهاليها وما أحدثه من شرخ فى العلاقات العربية العربية، لكن حكمة القادة العرب وحكمة الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح, رئيس القمة, أسهمت فى نجاح أعمالها، الذى توج بإنشاء صندوق عربى بقيمة 2 مليار دولار يخصص لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة فى عالمنا العربى، وبالتالى وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح، مؤكدين العزم على تدعيم العمل العربى المشترك فى مجالاته الاقتصادية والتنموية والاجتماعية باعتباره جزءًا أصيلًا من الحوار الدائر حاليًا.
واستطرد مبارك قائلا: "كان لأزمات النظام الدولى الراهن منذ قمة الكويت الأثر الأكبر فى تأكيد رؤيتنا نحن العرب للأزمات الاقتصادية العالمية وتداعياتها العابرة للحدود، إننا نلتقى اليوم قادة وزعماء ولدينا خبرات عامين قاسيين على دولنا وشعوبنا دفعنا خلالهما ثمنًا باهظًا لأزمة مالية واقتصادية لم نكن المتسببين فيها وتحملنا رغم ذلك الكثير من أضرارها وخسائرها وتداعياتها، وانطلاقًا من ذلك فإننى أدعو هذه القمة إلى بلورة رؤية عربية مشتركة لسبل التعامل مع الأزمات العالمية المماثلة، وسبل التوقى منها والتخفيف من تداعياتها".
وطالب مبارك القادة العرب بتكليف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بإعداد حصر لكل الاتفاقات العربية, وتقييم مدى نجاحها مع طرح مقترحات تفعيلها، مشيرًا إلى أن قرارات قمة الكويت دعت الحكومات العربية لتذليل العقبات أمام تنفيذ مشروعات البنية الأساسية الإقليمية ولتحقيق المواءمة التشريعية اللازمة لفتح الطريق أمام القطاع العربى الخاص والمؤسسات والصناديق العربية, للمشاركة فى إقامة هذه المشروعات.
وأردف مبارك إن مشروعات البنى التحتية على المستوى العربى تعتبر متطلبًا رئيسيًا لتعزيز التعاون فيما بيننا وللتنمية الشاملة فى بلداننا، ولا سبيل أمامنا سوى تشجيع القطاع الخاص ومنحه دورًا رئيسيًا فى تنفيذ هذه المشروعات.
وأبدى مبارك ثقته فى القطاع الخاص بالدول العربية، معتبرًا انه مستعد لتحمل مسئوليته والإسهام فى تنفيذ المشروعات الإقليمية التى أقرتها قمة الكويت، بجانب الصناديق ومؤسسات التمويل العربية, التى سترحب بالمساهمة الفعالة فى تمويل هذه المشروعات.
ودعا الرئيس المصرى عمرو موسى, الأمين العام لجامعة الدول العربية, إلى حشد ممثلى هذه المؤسسات والصناديق للاجتماع حول الأسلوب الأمثل لتحقيق هذه المساهمة، ولإرساء وتفعيل هذه الشراكة الضرورية كى نرقى على أرض الواقع لمستوى طموحنا للمستقبل. وأشاد مبارك فى خطابه بالشباب العربى, مؤكدا أنهم أغلى ما تمتلكه الدول من ثروات وموارد, فهم يمثلون أكثر من (25%)، مشددًا على ان قضية التشغيل وإتاحة فرص العمل ستظل واحدة من أهم ما نواجهه من تحديات وما نتطلع لتحقيقه من أهداف وأولويات فضلًا عن تطوير التعليم والبحث العلمى.