أشارت جريدة واشنطن بوست فى مقال للكاتبة الصحفية "آن جيران" أن كيرى شجع حكومة التيار الاسلامى الحالية فى مصر أن تسلك نهجا إقتصاديا و سياسيا بالغ الصعوبة من أجل تأمين الحصول على قروض دولية وإستثمارات خارجية، كما أن الرئيس المصرى محمد مرسى و الذى من المقرر أن يلتقى اليوم الأحد بوزير الخارجية الامريكية جون كيرى لم يتمكن حتى الآن من تحقيق الدعم اللازم لانجاز خطوات الاصلاح الاقتصادى.
واكدت أن رموز المعارضة المصرية المعروفة تجاهلت الاجتماع بوزير الخارجية الامريكية جون كيرى الذى يقفوم حاليا بزيارة رسمية لمصر ، خوفا من الظهور بشكل المتقاربين من الولايات المتحدة الامريكية وسط أجواء السياسة المصرية المتقلبة وغير المستقرةعلى مدى العامين السابقين عقب سقوط الديكتاتورالسابق و الذى كانت تسانده الولايات المتحدة الامريكية.
تجدر الاشارة الى ان الولايات المتحدة الامريكية كانت قد قامت بتجميد نحو 450 مليون دولار من المعونات لمصر حيث قرر الكونجرس بالفعل تجميدها بالاضافة الى قرض آخر يبلغ نحو 4 بلايين دولار كان من المقرر حصول مصر عليه من صندوق النقد الدولى مازال متوقفا.
و تقول الكاتبة ان الاسلاميين الذين يسيطرون الآن على مقاليد السلطة فى مصر على خلاف مع العلمانيين و الأحزاب اليسارية المعارضة ن كما دعت جبهة الانقاذ الوطنى إلى معارضة الانتخابات البرلمانية المقبلة إحتجاجا على الدستور الأخير الذى يحمل الطابع الاسلامى و تم إقراره كما يقلق البعض أيضا فى الولايات المتحدة الامريكيةوقد رفضت الأحزاب السياسية العلمانية و الليبراليين السياسيين دعوة الولايات المتحدة الامريكية بالمشاركة فى الانتخابات البرلمانية القادمة التى يقولون أنها ستزيد من الانقسام داخل البلاد ، حيث يتهمون الولايات المتحدة بتدعيم مرسى والاسلاميين.
واشارت الكاتبة ان كيرى خاطب المشكلة الثنائية السياسية و الاقتصادية المصرية من خلال لقاءاته ببعض رموز المعارضة السياسية و زعماء التيارات الدينية و نشطاء حقوق الانسان و كبار رجال الاعمال إلا أن زيارة كيرى لم تلقى ترحيب من قبل جزء من الرأى العام المصرى الذى يعتبرها بمثابة تذكير بأن الولايات المتحدة الامريكية هى الراعى الدولىالرئيسى لمصر و أن أموال المعونات اللازمة لمصر تأتى على حلقات.
و قد رفض حمدين صباحى أحد زعماء جبهة الانقاذ الوطنى لقاء وزير الخارجية الامريكى جون كيرى و الذى كان قد دعى رموز المعارضة المصرية للقاء حول المائدة المستديرة بالفندق الذى يقيم به، وعقب إعلان صباحى رفضه لقاء كيرى إنضم إليه محمد البرادعى أحد رموز جبهة الانقاذ الوطنى والذى رفض أيضا بدوره لقاء كيرى حيث خاطبه عبرالهاتف عقب وصوله للقاهرة أمس السبت.
أما عمرو موسى و هو أيضا أحد رموز المعارضة فقد رفض اللقاء الجماعى بجون كيرى ضمن رموز المعارضة ، حيث عقد معه جلسة خاصة بعيدا عن الأضواء و كاميرات التصوير!، عقب ذلك قال جون كيرى للصحفيين أنه لم يرى أى شىء بعد أن إلتقى ببعض رموز المعارضة السياسية المصرية يؤكد أنهم سيعدلون عن رأيهم بمقاطعة التصويت فى الانتخابات البرلمانية القادمة.
وتختتم الكاتبة مقالها بالقول أن أحد كبار مسؤولى الخارجية الامريكية - و الذى طلب عدم ذكر إسمه - قد أكد فى تصريح قبيل مغادرة كيرى فى زيارته لدول المنطقة أن كيرى سيحاول الضغط على العديد من رموز السياسة المصرية للامتثال للشروط المسبقة من قبل صندوق النقد الدولى و الخاصة بضرورة زيادة ضريبة الدخل و تخفيض الدعم القائم للطاقة حيث يعد ذلك الطريق الوحيد نحو تحقيق الانفراج و الاصلاح الاقتصادى المنشود و بالتالى فتح الطريق المغلق للحصول على الاستثمارات الاجنبية الازمة من الولايات المتحدة الامريكية و غيرها من دول العالم.