تزامنا مع زيادة المخاوف تجاه تعافى الاقتصاد العالمي دفعت المستثمرين إلى مزيد من الإقبال بالشراء بالعملات ذات العائد المنخفض و على رأسها الدولار الأمريكي و الين كملاذ آمن لهم خلال هذه الفترة التي تشهد بيانات سلبية من أكبر اقتصاديات بالعالم الاقتصاد الأمريكي و الاقتصاد الصيني. فضلا عن التراجع الحادة في أسواق السلع و المعادن دفعت بتقليص شهية المخاطرة لدى المستثمرين والتخلي عن العملات ذات العائد المرتفع علي رأسهم اليورو و الجنيه الإسترليني .
ليغلق اليورو تعاملات أمس على تراجع مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.6 % مدعوماً من تراجع شهية المخاطرة لدي المستثمرين بالإضافة إلى تصريحات سلبية لماريو دراجي محافظ المركزي الأوروبي في العاصمة الهولندية أمستردام .
وعلى جانب أخر أظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الأوروبي يوروستات يوم الاثنين أن الفائض التجاري لمنطقة اليورو ارتفع في فبراير غير أن الفضل يرجع لانخفاض الطلب على الواردات وليس نمو الصادرات ، وبلغ الفائض التجاري المجمع للدول الأعضاء في منطقة اليورو 10.4 مليار يورو في فبراير بعد تعديله لأسباب موسمية.
ومع بداية تعاملات اليوم عاد اليورو إلى الصعود مقابل العملات الرئيسية خاصة الدولار الأمريكي بانتظار بيانات مهمة عن اقتصاد أوروبا سوف يساهم في تحديد اتجاه التعاملات على اليورو بمدار باقي الجلسات.
كما انهي الدولار الأمريكي أول تداولات الأسبوع علي نحو إيجابي نتيجة انخفاض شهية المخاطرة لدى المستثمرين و إقبالهم بالشراء بالعملات ذات العائد المنخفض و على رأسها الدولار الأمريكي و الين الياباني ، صعد مؤشر الدولار بالأمس منهياً الجلسات بنسبة صعود 0.25 % بالرغم من بيانات سلبية عن أكبر اقتصاد بالعالم ومع مستهل تداولات الثلاثاء تراجع مؤشر الدولار نسبياً حيث ينتظر السوق بيانات مهمة عن أكبر اقتصاد بالعالم .
ولليوم الثاني على التوالي يتراجع الجنيه الإسترليني أمس أمام الدولار الأمريكي ، بنحو 0.41 % علي أثر صعود الدولار مقابل جميع العملات الرئيسية بعد زيادة إقبال المستثمرين بالشراء بالعملات ذات العائد المنخفض، حيث ينتظر الاقتصاد البريطاني يوم حافل من البيانات التي سوف تؤثر بشدة على تداولات الجنيه على مدار جلسات اليوم .
كما واصل الين اليابانى الصعود مقابل جميع العملات الرئيسية لليوم الثالث على التوالي في إطار عمليات تصحيح لهبوط عنيف للين على مدار الأسبوع الماضي وسط ضغوط دولية و أمريكية على اليابان بسبب الضعف الشديد للين خلال الفترة الأخيرة.
وصعد الين مقابل الدولار الأمريكي بنحو 1.55 % بعد زيادة الإقبال بالشراء بالين كملاذ آمن عقب انخفاضات حادة بأسواق السلع و المعادن النفيسة، في إعقاب بيانات صينية ضعيفة اظهر تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني بالربع الأول للعام الجاري و الذي جاء مسجلاً نمو بنسبة 7.7%، ، كما واصل الين أيضا الصعود مسجلاً أعلى مستوي في أسبوع مقابل الدولار الأمريكي 95.86 قبيل أن يعاود الانخفاض من جديد بانتظار بيانات في أوروبا و أمريكا سوف تؤثر على مسار تداولات الين عل مدار اليوم.
وفي الشق التقني حقق الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي كسراً لدعم القناة الفرعية الصاعدة، وحافظ على ثباته فوق الدعم الرئيسي المتواجد عند 1.0240، لتبقى الفرص قائمة لتحقيق الارتفاع الإجمالي المتوقع في تقاريرنا الأخيرة وسط توقعات ايجابية ، لكن يحتاج السعر لأن يتداول مجدداً فوق 1.0395 لتأكيد التوجه نحو 1.0600 كهدف رئيسي أول منتظر وعن نطاق التداول المتوقع لهذا اليوم ما بين: الدعم 1.0245 والمقاومة 1.0550.
كما وجد اليورو مقابل الدولار دعماً جيداً عند المتوسط المتحرك 50، الذي دفع بالسعر ليرتد صعوداً كما يظهر في الصورة، لتبقى التوقعات الإيجابية قائمة الهدف الرئيسي الأول يتمثل باختراق مستوى 1.3145 لفتح الطريق أمام مزيد من الارتفاع، مع الانتباه إلى أن كسر 1.2990 سيوقف هذه التوقعات بشكل مؤقت وعن نطاق التداول المتوقع لهذا اليوم ما بين: الدعم 1.2990 والمقاومة 1.3245.
بينما يتحرك الجنيه الإسترليني مقابل الدولار حول المتوسط المتحرك 50، وسط إشارات إيجابية داخل مناطق التشبع في البيع، مما يشجعنا على الاستمرار بترجيح الاتجاه اللحظي الصاعد، والذي يبقى قائماً ما لم يتم كسر مستوى 1.5235 مستهدفا 1.5380 ثم 1.5485 وعن نطاق التداول المتوقع لهذا اليوم ما بين الدعم 1.5235 والمقاومة 1.5550