على شاكلة المثل القائل "مصائب قوم عند قوم فوائد"، أدى تصاعد الاحتجاجات المطالبة بتنحى الرئيس المصرى عن الحكم بمصر إلى تدفق حركة السياحة لدبى، حيث يبحث السائحون الراغبون فى التمتع بالشمس خلال موسم الشتاء عن مقاصد سياحية أكثر أمنًا.
وارتفعت مستويات الإشغال الفندقى فى "دبى" بنسبة 20% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، نظرًا لحالة عدم الاستقرار, التى تسود بعض دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا والتى لعبت دورًا مهمًا فى تلك الزيادة.
من جهته، ذكر "سمير حمادة"، مدير عام المبيعات والتسويق بشركة "ألفا تورز" بدبى ، أن الامارة تعد مقصدًا جيدًا بالنسبة للسياح، لاسيما أنها من أكثر المناطق السياحية أمنًا فى العالم، ولطالما كانت "دبى" أول البدائل اختيارًا للسياح.
وتتفاءل إمارة "أبوظبى" كذلك بعدد السياح القادمين إليها خلال 2011، حيث قامت أمس برفع العدد المستهدف من السياح خلال العام الحالى لمليونى سائح مقابل 1.9 مليون سائح فى السابق، بعد أن تجاوز عدد السياح لديها التوقعات خلال العام الماضى.
وقال "مبارك حمد المهيرى"، المدير العام لهيئة السياحة بأبوظبى "ADTA" ، إن الهيئة ستوجه جهودها خلال العام الحالى للاستثمار فى سياحة السفن والمعارض والمؤتمرات، والجولف، والتعليم، والفعاليات، والثقافة والتراث، ودعم جميع مراحل تطوير وتوفير وتسويق منتجها السياحى, إلى جانب الارتقاء بالحوافز المقدمة لشركائها ومنظمى الجولات من جميع أنحاء العالم.
ويعتمد الاقتصاد المصرى بشدة على السائحين، الذين يتدفقون إلى القاهرة لرؤية الأهرامات والأماكن الأثرية الأخرى، علاوة على رغبتهم فى التمتع بمنتجعات البحر الأحمر فى شرم الشيخ والغردقة، التى عادةً ما تكون مفضلة من جهة الأوروبيين.
وتشكل السياحة أكثر من 11% من إجمالى الناتج المحلى فى مصر، حيث وصلت عوائد القطاع إلى 9 مليارات دولار خلال التسعة أشهر الأولى من العام الماضى، بينما سجل عدد السائحين الذين زاروا مصر خلال عام 2009 حوالى 12.5 مليون سائح.
وفى هذا السياق، أشار "حمادة" إلى أن تغيير نسبة كبيرة من السائحين تفضيلاتهم من مصر إلى دبى، من شأنه أن يسهم إسهامًا كبيرًا بالنسبة للقطاع السياحى بالإمارة، وهو ما عكسه ارتفاع مستويات الإشغال الفندقى لتتخطى نسبة 96% فى دبى خلال الأسبوع الماضى فقط، خاصة أن السياح الأوروبيين يركزون على معايير الأمن والسلامة.
ويعول الكثير من القائمين على صناعة السياحة بالإمارات على موسم "مهرجان دبى للتسوق" فى رفع عدد السياح خلال الربع الأول من 2011، خاصة أن المهرجان يتزامن مع موسم العطلات فى منطقة الخليج وبدول أوروبا والعالم أيضًا، بسبب موسم الأعياد هناك وحلول السنة القمرية الصينية الجديدة.