شهدت سوق العملات الاجنبيه " الفوركس" انتعاشًا ملحوظا لعملات المخاطر الرئيسية وعلى رأسها اليورو والإسترلينى والدولار الاسترالى أمام المنافس الرئيسى الدولار الأمريكى بشكل خاص ومقابل العملات الاخرى فى ختام جيد لتعاملات الأسبوع يوم الجمعة الماضي، فى حين تراجع قيمة الدولار الأمريكى مقابل كلا من الفرنك السويسرى والدولار الكندى فى ختام التعاملات.
ارتفع اليورو على نحو حاد مقابل جميع العملات بشكل عام مع التركيز على قيمته مقابل الدولار الأمريكى الذى يعانى من فترة تراجع من المتوقع أن تنقشع فى المدى القريب، وذلك عقب تصريحات احد أعضاء مجلس إدارة البنك المركزى الأوروبي، حول امكانيه أن يتخذ البنك خطوة نحو رفع معدلات الفائدة لحد من استمرار ارتفاع معدلات التضخم، لتقود تلك التصريحات اليورو نحو موجه صعود حادة مخترقا مستوى 1.37 دولار فى ختام تداولات الجمعة بعد أن ظل دون المستوى منذ العاشر من فبراير الجارى .
كما ارتفع الجنيه الإسترلينى مقابل الدولار مخترقا مستوى 1.62 دولار للمرة الأولى منذ بداية الشهر الجارى مدعوما ببيانات مبيعات التجزئة التى سجلت ارتفاعًا ملحوظا خلال شهر يناير بنسبة 1.6% على أساس شهري، وبنسبة 5.3% على أساس سنوى بالإضافة إلى مبيعات الوقود بعد قرائه ضعيفة سجلتها مبيعات التجزئة البريطانية خلال شهر ديسمبر عقب موجه من الطقس البارد التى اجتاحت القارة الأوروبية ، كما شكلت تلك البيانات الايجابية دعما لبنك انجلترا لاحتمال قيامه برفع معدل الفائدة . ومن ناحية أخرى، تماسك الدولار الكندى عند مستوي0.9863 دولار كندى على الرغم من بيانات التضخم التى جاءت اقل من المتوقع ، ليتراجع مؤشر أسعار المستهلكين الذى يعكس بشكل واضح معدلات التضخم ليصل إلى 2.3% على أساس سنوى خلال شهر يناير،فى حين سجلت أسعار المنتجين الألمانى ارتفاع بأكثر من المتوقع بنسبة 1.2% على أساس شهري، وبنسبة 5.7% على أساس سنوى خلال شهر يناير.
وعلى الصعيد الفنى اندفع اليورو نحو مستويات مرتفعه أمام الدولار بعد أن شكل قاع صاعد فى منتصف تعاملات فبراير انطلق منه خارق نطاق 1.35 دولار مخترقا مستوى مقاومة رئيسى عند1.36 وصولا إلى إغلاق جدى فى نهاية تعاملات الجمعة ، إلا انه من المتوقع أن يسجل اليورو عمليات بيع فى مستهل تعاملات الاثنين لجنى الأرباح بعد اخترقه لمستوى 1.37 دولار فى أخر تعاملات الأسبوع الماضي.
عوض الجنيه الإسترلينى مقابل الدولار خسارته القوية التى مٌنى بها خلال تعاملات الأربعاء الماضى ، مندفع وبشكل حاد نحو اختراق مستويات مقاومه قريبه وهى على التوالى (1.6107 و1.6150 و1.6177)، وفى ظل استمرار الاتجاه الصاعد كاتجاه عام للجنيه الإسترلينى على المدى الطويل واصل، ليرشح بذلك نفسه لاختبار مستوى المقاومة الاقوى 1.6262 بعد أن انهى تعاملات الجمعة متجاوزا 1.62 كمستوى عام له للمرة الثانية منذ بداية تعاملات فبراير الجارى ، إلا انه من المتوقع أيضا أن يشهد الإسترلينى موجه تراجع بفعل عمليات بيع لجنى الإرباح بعد تعويض خسارته.
واستفاد الدولار الاسترالى من حالة الضعف التى أصابت نظيرة الأمريكي، مكونا قاع صاعد فى مستهل تعاملات الخميس الماضى اندفع منه نحو اختراق كافة مستويات الدعم التى تحولت إلى مقاومة فى وقت سابق محافظا على مستوى 1.0039 كمستوى دعم رئيسى ليسجل الدولار الاسترالى صعودا ملحوظا وصولا إلى إغلاق جدى عند مستوى 1.0144 دولار ، ألا انه من المتوقع أن يرتد الى مستوى الدعم 1.0074 بعد أن شكل نموذج المثلث المتماثل العاكس الاتجاه على المدى القصير .
شهد الدولار الأمريكى أمام نظيرة الكندى تراجعا طفيف على مدار يومى الخميس والجمعة الماضيين إلا انه نجح فى الحفاظ على مستوى الدعم القريب 0.9830 رغم اختراقه قبيل انتهاء فترة التداول الأمريكية ليعود ويرتد منه ليسجل إغلاق فوق المستوى عند 0.9863.
استمرت موجه البيع التى يتعرض لها الدولار لصالح الفرنك السويسرى الذى يأتى فى المرتبة الثانية كملاذ امن بعد أن فقد الدولار جزء من قيمته فى ظل الهبوط العام له مقابل العملات الأجنبية، ليواصل اختراقه لمستويات الدعم الرئيسية واختتما إياها باحتفاظ بمستوى 0.9515 كمقاومه قريبه وبمستوى الدعم المرشح لاختباره إذا استمر البائع بالتواجد بالسوق بقوة ، ليسجل إغلاق عند 0.9454.