أنهت أغلب البورصات الخليجية تعاملاتها على تراجع ملحوظ اليوم "الأحد" بصدارة بورصة "السعودية" التي هبطت لأدنى مستوى لها منذ 9 أشهر، تلتها بورصات "مسقط" و"دبي" و"البحرين" و"قطر" التي كانت الأقل تراجعًا، فيما كان الحظ حليف بورصتي "أبوظبي" و"الكويت" اللتين استطاعتا الافلات من براثن التراجع.
وعكس أداء بورصات الخليج حالة الاضطراب التي تعيشها دول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، على خلفية تصاعد حدة الاحتجاجات والنزاع في ليبيا والتي تسببت في ارتفاع سعر النفط ليسجل أعلى مستوى له منذ عامين بما يهدد التعافي العالمي.
ففي "السعودية" -حيث أكبر بورصة عربية من حيث القيمة السوقية- تراجع مؤشرها الرئيسي "تداول" بنسبة كبيرة سجلت 5.2% مستقرًا عند 5950.64 نقطة، مدفوعًا بتراجع أداء قطاع البتروكيماويات وقطاع المؤسسات المالية، وهبط سهم "بنك الراجحي"-أكبر بنك مدرج من حيث القيمة السوقية- ليسجل 73 ريالًا، وتراجع سهم شركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك"-أكبر شركة بتروكيماويات في العالم- مسجلًا أقل سعر له منذ أكتوبر عند 93 ريالًا.
وبذلك يفقد المؤشر الرئيسي للبورصة السعودية11% من قيمته منذ هروب الرئيس التونسي السابق من بلاده إثر تصاعد الاحتجاجات المطالبة بتنحيته، والتي امتدت إلى مناطق أخرى من الدول العربية، وأدت إلى تراجع بورصة "عُمان" بنسبة 2.8% بعد اشتعال الاحتجاجات في السلطنة.
وكانت بورصة "دبي" في المركز الثالث من حيث التراجع بين بورصات المنطقة، بعد تراجع مؤشرها الرئيسي بنسبة 0.9%، بعد ما كان متراجعًا بنحو 1.9% في التعاملات المبكرة، وهبط سهم "إعمار" -مشيدة أطول برج في العالم "برج خليفة"- بنسبة 2.4% ليصل سعره إلى 2.85 درهم، بينما ارتفعت بورصة "أبوظبي" في الامارات بنسبة 0.37%، تلتها بورصة "الكويت".
من جهته ذكر "عمرو حلواني" كبير محللي الأسهم في "شعاع كابيتال" بالرياض، أن هناك حالة من عدم الوضوح تسود أجواء المناخ الاقتصادي بعد الاضطرابات في المنطقة، مما يبقى المستثمرين في المنطقة في حالة حذر، لاسيما بعد فرض مجلس الامن الدولي بالاجماع في ساعة مبكرة من صباح اليوم ما وصفته واشنطن بأنها "عقوبات قارصة" في شكل حظر على سفر الزعيم الليبي معمر القذافي وافراد عائلته وتجميد لارصدتهم.
ودعا القرار الذي وافق عليه اعضاء مجلس الأمن الـ 15 الى إحالة القمع الدموي للمتظاهرين المعارضين للحكومة في ليبيا بشكل فوري الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي للتحقيق فيه واحتمال مقاضاة اي شخص مسؤول عن قتل مدنيين.
من جهته أشارت "سوزان رايس" سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة أن الاجراءات التي فرضت على القذافي و15 ليبيًا آخرين منهم افراد عائلته تعد "عقوبات قارصة"، مضيفة أنه سيتم محاسبة كل من ارتكب جرائم.
وقال "ابراهيم دباشي"، نائب سفير ليبيا لدى الامم المتحدة: إن موافقة مجلس الأمن الدولي على فرض عقوبات على الزعامة الليبية تعطي "دعمًا معنويًا للشعب الذي يقاوم".
وبالنسبة لبورصة "البحرين" فقد كانت الرابعة من حيث التراجع بعد تراجع المؤشر الرئيسي بنسبة 0.3%، فيما تلتها بورصة "قطر" -ثالث أكبر بورصة خليجية- بعد هبوط المؤشر الرئيسي بنسبة 0.2%.