صورة ارشيفية
قال عاملون في قطاع السياحة في مصر، إن التظاهرات التي تشهدها البلاد، تسببت في تراجع معدلات الإشغالات الفندقية، في العديد من المناطق بنسبة تصل إلى 20% .
ونظم معارضو الرئيس المصري محمد مرسي، تظاهرات حاشدة منذ 30 يونيو الماضي، للمطالبة برحيله وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فيما احتشد مؤيدو مرسي في العديد من محافظات البلاد مطالبين ببقائه في السلطة، التي تولاها فبل نحو عام.
قال هشام على، رئيس جمعية المستثمرين السياحيين في جنوب سيناء شمال شرق مصر، إن الإشغالات السياحية، سجلت تراجعا على مدار اليومين الماضيين بأكثر من 20% تأثرا بالتظاهرات.
وأضاف أن متوسط الإشغالات السياحية بمدن جنوب سيناء تتراوح حاليا بين 30 و35%، مقارنة بما يتراوح بين 50% و55% قبل نهاية يونيو الماضى.
ويئن قطاع الساحة في مصر، منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، التي أعقبها اضطرابات سياسية وأمنية، لتتراجع معدلات القطاع بشكل كبير، قبل أن تشهد تحسنا تدريجيا بحلول النصف الثاني من العام الماضي 2012 ، الذي شهد أول انتخابات رئاسية بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسن مبارك خلال ثورة يناير 2011.
وبينما علق العاملون في السياحة المصرية، آمالا كبيرة على الاستقرار السياسي في أعقاب تولى الرئيس الحالي محمد مرسي مقاليد البلاد، في يوليو الماضي، لإعادة الحياة للقطاع، إلا أنه سرعان ما عادت الاضطرابات مع احتجاجات المعارضة المتلاحقة، ومطالبها الأخيرة في تظاهرات 30 يونيو، بإسقاط نظام مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وقال حاتم منير، أمين عام غرفة الفنادق بالبحر الأحمر شرق مصر، في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول للأنباء:" الإشغالات تتراوح حاليا بين 45 إلى 50%، بينما وصلت قبل انطلاق تظاهرات 30 يونيو إلى ما بين 65 و70%".
وتستحوذ المدن الساحلية في منطقة البحر الأحمر وجنوب سيناء على أكثر من 130 ألف غرفة فندقية من إجمالى 225 ألف غرفة في مصر.
وكان وزير السياحة المستقيل هشام زعزوع، قال إن وزارته وضعت خطة تسويقية منفردة للمناطق السياحية الساحلية شرق مصر، وعدم ربطها بزيارة القاهرة، لتفادي الاحتجاجات المتكرة التي تشهدها العاصمة المصرية، وتلافي أثارها السلبية على القطاع.
وأظهرت مؤشرات رسمية صادرة حديثا عن وزارة السياحة، أن الفترة من يوليو الماضي وحتى نهاية ديسمبر 2012، سجلت ارتفاعا في عدد السائحين الوافدين لمصر إلى نحو 7 ملايين سائح، بزيادة بلغت نسيتها 29% عن نفس الفترة من العام السابق.
وأوضحت المؤشرات، أن عدد السائحين خلال الفترة من يناير 2013 وحتى نهاية مايو الماضي، بلغ 5.5 مليون سائح، مقابل 5 ملايين سائح في نفس الفترة من العام الماضي 2012.
وقال محمد عثمان، نائب رئيس غرفة شركات السياحة بالأقصر جنوب مصر، إن الاشغالات السياحية بمدينتى الأقصر وأسوان لا تتجاوز حاليا 5%، مقابل نحو 20% سابقا.
ويبلغ عدد الغرف الفندقية فى منطقة الأقصر وأسوان نحو 8 ألاف غرفة فضلا عن 17 ألف غرفة بالفنادق العائمة فى المجرى الملاحى لنهر النيل
وأضاف عثمان في اتصال هاتفي للأناضول :" أوقف منظمو الرحلات الأسبان الذين يعملون فى السوق المصرية تخوفا من الأحداث السياسية الملتهبة".
وقال :" الأزمة الحالية ألغت حجوزات 500 سائح أسبانى على مدار الأسبوع الجارى .. الأقصر كانت تستقبل أسبوعيا طائرتين شارتر ( طيران عارض)، من دول غرب أوربا، التى تعد السوق الرئيسى للسياحة الثقافية بمصر، إلا أن حركة الطيران الشارتر توقفت بالمدينة".
وبينما تسجل المناطق البعيدة عن القاهرة تراجعا في أعداد السائحين، فإن العاصمة المصرية بدت أكثر تأثرا حسب مسؤول في وزارة السياحة المصرية.
وقال المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه :" الإشغالات تراجعت في فنادق القاهرة إلى ما بين 15 و20%، لاسيما القريبة من محيط ميدان التحرير الذي يشهد تظاهرات المعارضة ضد نظام الرئيس المصري".
وتعول مصر على قطاع السياحة في توفير نحو 20% من العملة الصعبة سنويا، لاسيما بعد تأكل احتياطي النقد الأجنبي للبلاد بشكل كبير بعد ثورة يناير 2011.
وتراجع احتياطي النقد الأجنبي للبلاد إلى 16 مليار دولار بنهاية مايو الماضي، مقابل نحو 36 مليار دولار في ديسمبر 2010، حسب بيانات البنك المركزي المصري.