شهد اغلب تداولات سوق العملات الأجنبية خلال يوم الثلاثاء حاله من التراجع الحاد بوجه خاص علي العملات عالية المخاطر وسط عزوف ملحوظ من قبل المستثمرين عن المخاطرة مع استمرار تداعيات الهزة الأرضية التي تعرضت لها اليابان خلال الأسبوع الماضي ، بالاضافه مواصلة الضغوط علي الدولار بفعل برنامج شراء الأصول لدعم الاقتصاد الأمريكي.
باهتمام واضح تابع المستثمرين بيان المجلس الاحتياطي الاتحادي( المركزي الأمريكي) رغم توقع مسبق بان الاحتياطي سيبقي علي برنامجه لدعم الاقتصاد الأمريكي بشراء 600 مليار دولار في شكل سندات حكومية علي جداول محددة المدة حتى يونيو المقبل
وعلل ذلك بأن الاقتصاد الأمريكي يحظى بتحسن ملحوظ مخففا من حدة الآثار التضخمية التي يعاني منها الاقتصاد بالإشارة إلي إن مستويات التضخم الأساسية مازالت منخفضة ، إلا إن البعض لاحظ تجاهل واضح لأزمة اليابان وتداعياتها علي الاقتصاد العالمي وسوق العملات بشكل خاص ، رغم أهميه الحدث من وجهه نظر البعض.
وعلى صعيد البيانات الاقتصادية لمنطقة اليورو، سجل مؤشر ثقة الاقتصاد الألماني تراجعا غير متوقع إلى 14.1 خلال الشهر الجاري، وذلك للمرة الأولي منذ خمسة اشهر، بينما شهد مؤشر ثقة الاقتصاد بمنطقة اليورو ارتفاعا اقل من المتوقع و سجلت معدلات التوظيف بمنطقة اليورو صعودا بنسبة 0.1%خلال الربع الأخير من العام الماضي.
وبالنسبة الأخبار الإسترليني ارتفع مؤشرDCLG لأسعار المنازل بالمملكة المتحدة بأقل من المتوقع بنسبة 0.5% على أساس سنوي خلال شهر يناير.
كما ارتفع مؤشر التصنيع بولاية نيويورك إلى 17.5خلال شهر مارس، وصعد مؤشر أسعار الواردات بنسبة 1.4% على أساس شهري خلال شهر فبراير.
وقد انتابت الأسواق حالة من القلق بأن الوضع في اليابان سيسفر عن كارثة أشبه بكارثة انفجار المفاعل الذري تشيرنوبيل لينعكس ذلك علي العملات عالية المخاطر، ليهوي اليورو أمام الدولار منذ بداية التعاملات وصولا إلي ادني مستوياته خلال جلسة التعاملات عند 1.3856 دولار، ليستعيد خسارة وبقوه مستهدفا مستوي 1.40 دولار للمرة الثالثة علي التوالي خلال شهر مارس الجاري .
ولم يحظى الإسترليني بنفس الدعم الذي تلقاه اليورو للعودة مجددا لمستوياته المرتفعة أمام الدولار، لينخفض الجنيه الإسترليني مختبرا مستوي 1.5979 دولار ادني مستوياته منذ منتصف الشهر الماضي ، ليصعد من جديد ولكن بقوة اقل من التي هبط بها إلي المستوي السابق ليصل إلي إغلاق فوق مستوي 1.600 دولار .
كما تراجع الدولار لحساب الين خلال تعاملات الثلاثاء وسط استمرار الإحجام عن المخاطر مقتربا من ادني مستوياته علي الإطلاق ليسجل إغلاق عند مستوي 80.71 ين رغم محاولات من قبل بنك اليابان للحد من صعود الين أمام الدولار من خلال ضخ سيوله نقدية بمبلغ 20 تريليون ين ،بالاضافه إلي ما تم ضخه بالأمس مع الإشارة لإمكانية التدخل مجددا بسوق العملات .
وعلي المستوي الفني ابتعد اليورو عند الحد السفلي للقناة السعرية الصاعد الذي اختبره في مستهل التعاملات مقللا من احتمالات استمرار صعوده في حاله تجاوز الحد السفلي للقناه عند مستوي المقاومة 1.3995، ليخبر مرة أخري معيدا اختبار مستوي الدعم الأول القوي1.3859 الذي ارتد منه نهاية تعاملات الأسبوع الماضي ، مشكلا قاعا صاعدا مستهدفا مستوي قريبا من اعلي مستوياته في أربعه اشهر أمام الدولار1.4035 ، مخترقا مستوي المقاومة 1.400، وقد يتعرض اليورو لعمليات بيع بالسوق الآسيوي لجني الأرباح أو الخروج من السوق للتجنب المخاطر .
أعاد الإسترليني اختبار الحد العلوي للقناه السعرية الهابطة عند مستوي 1.6045 مرتدا منها مرة أخري بعد ان اختبر مستوي الدعم القوي 1.6002 ، مبتعد عن دخوله في اتجاه هابط لفترة قصيرة .
رغم تكوين قاع صاعد خلال تعاملات الاثنين الماضي لم يستطع الدولار الاسترالي الاستفادة منه باختراق مستوي المقاومة 1.0122 ، ليعاني من هبوط حاد بقيمته محولا مستوي المقاومة 1.0053 إلي دعم بعد أن احتفظ به منذ بداية الأسبوع ، مستهدفا اختبار العدم الاقوي 0.9832 للمرة الأولي منذ الربع الأخير من شهر يناير الماضي ، مرتدا منه مرة أخري في محاولة لتسجيل إغلاق مرتفع نسبيا عند مستوي 0.9907 وقد يواصل الاسترالي صعوده في الفترة القادمة في حاله ثبات مستوي الدعم 0.9942.
حقق الدولار الأمريكي أمام نظيرة الكندي صعودا عمودي وبشكل حاد خلال تداولات يوم الثلاثاء محافظا علي مستوي الدعم 0.9705 من دون اختراقه كما تخطي مستوي المقاومة القريب 0.9762 ليتحول بعده إلي دعم رئيسي بعد أن اختبر الدولار مستوي مقاومة قوي 0.9944 للمرة الأولي خلال الشهر الجاري ، إلا انه شهد تصحيح مخترقا أولي مستويات الدعم 0.9831 بفعل عمليات جني الأرباح.
أكد الدولار فرنك تراجعه للمرة الثانية خلال الأسبوع مبتعدا وبشكل واضح عن الحد السفلي للقناة السعرية الصاعدة علي المدى المتوسط مستهدفا مستويات الدعم الرئيسية 0.9227 و 0.9185 علي التوالي مع الاحتفاظ بمستوي المقاومة 0.9254 دون اختراقه لأعلي ،كما اختبر أخر مستوي دعم له بنهاية تداولاته لفترة قصيرة 0.9143 مرتدا منه نحو إغلاق مرتفع نسبيا 0.9164 ، ومن المتوقع أن يواصل الزوج تراجعه شرط الاحتفاظ بمستوي المقاومة 0.9254.
