استطاعت أسواق المال العالمية حصد المكاسب فى الأسبوع الماضى بقيادة البيانات الاقتصادية الجيدة والهدوء النسبى حيال التأثيرات السلبية للازمة النووية فى اليابان جراء الزلزال المدمر وموجات تسونامى، ويتوقع بعض الخبراء والمحللين استمرار صعود الاسواق خلال الفترة المقبلة.
وحققت اسواق المال الامريكية ارتفاعًا فى الاسبوع الماضى لتدفع مؤشر ستاندرد آند بورز500 الى أكبر صعود له فى شهرين عقب عمليات الاستحواذات فى الاسواق ونتائج أرباح الشركات التى تجاوزت التوقعات بالإضافة الى هدوء المخاوف حول التأثيرات السلبية للازمة النووية فى اليابان على نمو الاقتصاد العالمى.
وسجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفاعًا بنسبة 2.7% الى 1313.80 نقطة لينهى اسبوعين من الخسائر، كما أضاف مؤشر داو جونز الصناعى 362.07 نقطة بنسبة 3.1% الى رصيد نقاطه ليصل الى 12220.59 نقطة.
وقال "شون كراوس"، خبير الاستثمارات بشركة "ستيزينز بيزنس بنك" فى كاليفورنيا، إن المستثمرين يعودون مجددا الى التفكير فى احتمال استمرار النمو الاقتصادى.
من ناحيته توقع "جيمس موفيت"، مدير صناديق بشركة "سكوت انفستمنتس"، ان تواصل اسواق الاسهم الامريكية ارتفاعها خلال الفترة المقبلة.
وسجلت البورصات الاوروبية أكبر صعود لها فى ستة أشهر بالاسبوع الماضى، حيث رأى المستثمرون ان اليابان ستمنع تسرب المزيد من الاشعاعات من محطاتها النووية، إلى جانب البيانات الاقتصادية الايجابية، حيث حقق الاقتصاد الامريكى نموًا بوتيرة تجاوزت التوقعات.
وقفز مؤشر ستوكس يوروب 600 بنسبة 3.1% فى الاسبوع الماضى ليحقق أكبر ارتفاع له منذ شهر سبتمبر الماضى. وكان المؤشر قد هبط خلال اربعة اسابيع متتالية فى ظل الاضطرابات بدول الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وبعد أن عانت اليابان من اقوى زلزال تتعرض له البلاد على الاطلاق.
وأوضح "كاى فاشينجر"، مدير صناديق بشركة " إس إيه إم ساستينابل أسيت مانجمنت" فى زيوريخ، أن التأثيرات السلبية لكارثة الزلزال فى اليابان على اسواق المال لم تكن ضخمة كما كان متوقعًا، مشيرًا إلى أن مشكلات ديون البرتغال تعتبر مسألة ستعود وتؤثر سلبًا على الأسواق.
وصعدت الأسهم الأوروبية بعد ان فرضت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا حظرًا جويا على ليبيا.
وواصلت الأسهم الاوروبية مكاسبها حيث قدم رئيس الوزراء البرتغالى " خوسيه سقراط" طلبًا باستقالته بعد ان رفض البرلمان حزمة خفض الانفاق الحكومى، التى قدمها وتكهن المستثمرون بأن هزيمة سقراط سترغم البلاد على طلب الانقاذ من الاتحاد الاوروبى. وأعلن مسئولون لهما صلة مباشرة بالأحداث أن البرتغال قد تحتاج حوالى 70 مليار يورو (99 مليار دولار).
وأظهرت البيانات الاقتصادية نمو الاقتصاد الأمريكى بنسبة 3.1% بمعدل سنوى خلال الربع الاخير من العام الماضى بقيادة الارتفاع فى الانفاق الاستهلاكى، الذى سيكون من الصعب استمراره خاصة فى ظل ارتفاع أسعار الطاقة.
وجنت الاسهم الآسيوية أكبر المكاسب فى الاسبوع الماضى منذ شهر نوفمبر الماضى، حيث استطاعت اليابان تحقيق تقدم فى استقرار المفاعلات النووية، التى ضربها الزلزال المدمر.
وارتفع مؤشر "إم إس سى أى آسيا الباسيفيك" بنسبة 4.06% الى 134.27 نقطة فى الاسبوع الماضى ليحقق أكبر مكاسب منذ الاسبوع، الذى انتهى فى 5 نوفمبر السابق.
واستطاعت اسواق المال اليابانية تحقيق الصعود خلال الاسبوع الماضى، حيث ارتفع مؤشر نيكاى 225 بنسبة 3.6% بعد أن هبط بنحو 10% فى الاسبوع الاسبق. وقفز مؤشر كوسبى لأسواق كوريا الجنوبية بنحو 3.7%، وأضاف مؤشر S&P/ASX 200لبورصة استراليا 2.5% الى رصيده فى الاسبوع الماضى. وفى هونج كونج صعد مؤشر هانج سينج بنحو 3.9% وفقا لوكالة "بلومبرج".