الريف المصري
تعكف وزارة السياحة على دراسة طرح منتج السياحة الزراعية (السياحة الريفية) والتسويق والترويج لها كأحد المنتجات السياحية الجديدة فى مصر إلى جانب المنتجات القائمة، وذلك لتلبية أذواق السائحين المختلفة، بالإضافة إلى تشجيع الشركات السياحية المصرية نحو إدراج هذا المنتج ضمن برامج رحلاتها السياحية لجذب شرائح جديدة مهتمة بهذا النمط السياحى.
يأتى ذلك فى إطار جهود وزارة السياحة للعمل على تنمية أنماط سياحية جديدة والعمل على استعادة الحركة السياحية الوافدة إلى البلاد.
وقامت وزارة السياحة بالتنسيق مع وزارة الزراعة باختيار عدد من المزارع والمناطق الريفية التى مازالت تحافظ على الطابع الفلاحى للقرية المصرية ويسهل الوصول إليها لتكون مزاراً للأجانب أو المصريين للاستمتاع بعدد من الأنشطة الترفيهية التى سيتم تنفيذها على أرض المزرعة.
وتضم الفئات المستهدفة لهذا النمط السياحى المجموعات السياحية، وسكان المدن الكبيرة، وطلاب المدارس والجامعات، والمهتمون بالحياة الريفية والزراعية، والعلماء وطلاب البحث العلمى.
ويقوم هذا المنتج السياحى على تنظيم رحلات سياحية يقصدها السائحون إلى المزارع والمناطق الريفية للاستمتاع بعدد من الأنشطة المختلفة التى يتم تنظيمها وتنفيذها داخل المزرعة وخارجها، مثل المشاركة فى أعمال الزراعة وجنى الثمار فى مواسم الحصاد، وتعلم طرق تربية ورعاية الحيوانات، والتعرف على شغل الحرف اليدوية، وإعداد الوجبات الريفية، وممارسة أنشطة رياضية خارج المزرعة، أو زيارات للمناطق المحيطة بالمزرعة سواء مواقع أثرية أو أسواق شعبية وغيرها.
وتزايد مؤخراً حجم الطلب على هذا النمط من السياحة من قبل السائحين، وخاصة الزوار القادمين من المجتمعات الصناعية الكبرى لرغبتهم فى الهروب من ضوضاء المدن والعودة للاستمتاع بحياة الطبيعة وتجربة نمط حياة الأرياف وتعلم مهارات جديدة عن طريق تواصلهم المباشر مع السكان المحليين والإقامة فى منازلهم الريفية.
وتشجع الدول على تنمية السياحة الزراعية لما تتركه من آثار اقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية إيجابية حيث ستوفر وجهات سياحية للمواطنين لقضاء أوقات فراغهم فى إجازة نهاية الأسبوع أو الإجازات القصيرة فى المناطق الزراعية القريبة، بالإضافة إلى كونها مصدر لتحسين دخل الفلاح وتحقيق عائد اقتصادى للفلاح من السياحة مضاعف أفضل من مردود الزراعة فقط بما يسهم فى توفير فرص عمل جديدة لأبناء المناطق الزراعية وتقليل الفجوة فى الدخول بين سكان الريف والحضر.
وتتمتع مصر بالمقومات التى تساهم بالفعل فى نجاح تقديم نمط السياحة الزراعية أو الريفية بها، حيث تنتشر فيها الرقعة الزراعية وذلك سواء فى مناطق صعيد مصر أو مناطق الدلتا، ووفقاً لإحصاءات هيئة الاستعلامات يعمل بالقطاع السياحى نحو 30% من إجمالى قوة العمل، كما يسهم بنحو 14,8% من الناتج المحلى الإجمالى، وتبلغ مساحة الرقعة الزراعية فى مصر 8,5% مليون فدان أى حوالى 3,5% من إجمالى مساحة مصر.
ولن يقتصر هذا النمط السياحى على السائح الأجنبى فقط، بل سيتم العمل على إدخال ثقافة سياحة المزارع للمجتمع المصرى وجذبهم للمزارع القريبة من المدن لقضاء يوم أو يومين فيها خلال الإجازات القصيرة بنهاية الأسبوع أو الأعياد أو إجازات منتصف العام كمجال جديد لقضاء فترة إجازاتهم وتعلم أمور جديد.
كما يتيح لهم الفرصة لهم لمعايشة العادات والتقاليد بالمجتمع الريفى والزراعى وشراء المنتجات الطازجة من المزرعة بأسعار مناسبة سواء كانت منتجات زراعية أو حيوانية أو منتجات حرفية وتذكارية، مما سيوفر دخلا إضافيا للمزارع نفسه أعلى من العائد الذى يحققه من الزراعة بمفردها.
ويساهم تطوير السياحة الزراعية فى بقاء المزارعين بمزارعهم وتطويرها كمصدر دخل جيد، وستكون من الأنشطة التى توفر فرص عمل جديدة للمواطنين سواء للعمل فى مزارعهم أو تقديم خدمات للسياح مما ستساهم فى الحد من هجرة أهل الريف للمدن.