انتقد مرصد "صحفيون ضد التعذيب" موقف نقابة الصحفيين من الاعتداءات الأخيرة المتكررة ضد العاملين في بلاط صاحبة الجلالة والهجمة الشرسة التي يتعرض لها منتسبوها والتي تصاعدت بشكل ملحوظ وبصورة أصبحت تشكّل ظاهرة تسيء بشدة إلى مهنة الصحافة العريقة وتنال من اسم وسمعة مصر في مجال الحريات.
وأكد المرصد، في بيان له، أنه تم رصد 67 حالة اعتداء على الصحفيين خلال شهر نوفمبر، وهو رقم ليس بالقليل وفي خلال النصف الأول من ديسمبر رصدنا 53 حالة اعتداء على 40 صحفيًا، لافتًا إلى أن تلك الأرقام العالية إن دلّت فهي تعبّر عن مدى الاستهانة والإهانة التي يتم فيها التعامل مع أصحاب مهنة منوط بها تشكيل الوعي الفكر داخل المجتمع ويجب أن يحصل أصحابها على الحماية والأمان الكفيلين بمساعدتهما على القيام بمسؤوليتهم، كما أنها تشير إلى ضعف وتردي وتجاهل نقابة الصحفيين وعدم قدرتها على الدفاع عن أبنائها وهو ما يشكل نقطة سلبية ورسالة مفادها أن مجلس النقابة فشل في القيام بمسؤوليته في رفع الأذى والضرر عن أبناء المهنة.
وتساءل المرصد، في بيانه، عن أسباب العداء الحالي والترصّد الذي يواجهه الصحفيون والذي يجعلهم عرضة لهذا التنكيل المستمر والذي وصل إلى درجة لم يعد مقبولاً السكوت عليها، متسائلاً أيضًا متى يستمر مسلسل الاعتداء على الصحفيين وإهدار حقوقهم ومتى تتحرك النقابة والمؤسسات الإعلامية للدفاع عن العاملين بها وصد الانتهاكات التي تحدث بحقهم من اعتداء بالضرب واعتقال وتحرش وتكسير لمعدات التصوير.
وطالب المرصد النائب العام ووزير العدل والداخلية بمحاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون خلال الفترة الأخيرة أثناء أدائهم لمهام عملهم في تغطية الأحداث المختلفة، حيث بات الصحفيون هدفًا لصراع سياسي محتدم خلال الفترة الأخيرة، كما طالب المرصد نقيب الصحفيين ضياء رشوان، بالقيام بواجباته المنوط به باتخاذ الإجراءات القانونية ووقف مهزلة الاعتداءات على الصحفيين ورفع الأمر إلى الجهات المعنية لتحقيق ذلك على أرض الواقع، وكذلك التحقيق في واقعة الاعتداء على الزميلين أحمد الهنداوي ومحمد عبدالمنعم، اللذين تم الاعتداء عليهما من قِبل رجال الشرطة العسكرية في الزيتون يوم 6 ديسمبر، مع التحقيق في كل البلاغات المقدمة من الزملاء بخصوص وقائع الانتهاكات التي تعرّضوا لها. وأشار المرصد إلى أن مصر أصبحت تحتل مرتبة متدنية من حيث حماية الصحفيين والدفاع عنهم بعد تزايد ظاهرة الاعتداءات وسقوط عدد ليس بقليل من الصحفيين بين قتيل ومصاب، فضلاً عن اعتقال عدد كبير أيضًا لا يزالون حتى الآن خلف القضبان.