عندما رصد ستيوارت فرايزر المخلوقات الشفافة العائمة في المحيط الهادئ على بعد 40 ميلا قبالة شبه جزيرة كاريكاري على الجزيرة الشمالية، لم يكن متأكدا أنه يريد أن يضع هذه المخلوقات على قاربه، بحسب ما افاد لموقع "المايل" البريطاني.
وقال فرايزر: "كانت بين خيارين، أن أضعهما على متن القارب، أو أتخلص منها، ولكن الفضول استولى علي، وقررت أن ألقي نظرة فاحصة"، مضيفاً "كان شيئا جدا، وأنا لم أر شيئا مثل ذلك من قبل."
وأوضح دينيس جوردون، وهو عالم في مياه NIWAفي نيوزيلندا ووكالة أبحاث الغلاف الجوي، لصحيفة "نيوزيلندا هيرالد" أن المخلوقات الشفافة تدعى "سالب" وهي حقا ليست نادرة. وأشار العلماء إلى أن "سالب" توجد في جميع أنحاء العالم، وغالبا بأعداد كبيرة. وبينما سحب فريزر سمكة شفافة وحيدة، قال العلماء أنها عادة تتواجد في سلاسل من فصيلتها تمتد لأكثر من 30 قدم.
وتعتبر مخلوقات "سالب" نوعاً من الهائمات الحيوانية، و تنتمى إلى شعبة الحبليات الذيلية، و تمتلك جميع صفاتها، و لكنها لا تمتلك عمود فقري، إذ ترتبط ارتباطا وثيقا بالفقاريات أكثر من قناديل البحر.
من جهته، اعتبر جوردون أن بعض مخلوقات "السالب" تتكاثر بسرعة كبيرة بحيث يمكن أن يتضاعف عددها في يوم واحد.
ولكن مدير التواصل في حوض الأسماك البحرية الوطنية بول كوكس، قال لـ"المايل" من الواضح إنه من الصعب اكتشاف هذه المخلوقات، ما يحميها من افتراس المخلوقات الأخرى، مضيفاً أن هذه المخلوقات تعكس مشاهد تمويهية جميلة من خلال المياه.
وقال جوردون إن هذه المخلوقات لدى صيدها، فإنها تعتبر مصدر جيد للغذاء ولبعض الأسماك والفقمة والسلاحف، مشيراً إلى أنها مغذية أكثر من قناديل البحر .
وأكد أيضا أن هذه المخلوقات تتغذى من خلال امتصاص المياه عبر فلاتر وهي حيوانات مفترسة مهمة، ولكنها لا تبعث على الشعور بالخوف، فضلاً عن أنها يمكن أن تأكل العوالق النباتية الأصغر والبكتيريا، ما يؤدي إلى وجودها في أجزاء من المحيط حيث لا شيء آخر يمكن أن يعيش.