توصلت الإدراة الأمريكية وزعماء مجلسي النواب والشيوخ إلى اتفاق لتخفيض النفقات الحكومية بقيمة 38 مليار دولار خلال الفترة المتبقية من السنة المالية الحالية، بهدف تجنب وقف تمويل عمل الحكومة الأمريكية.
جاء ذلك بعد التنازلات التي قدمها كل من النواب الديمقراطيين والجمهوريين والتي تضمنت تخفيضات "مؤلمة" في الانفاق ضمنت التوصل لاتفاق بشأن الميزانية وتفادت اغلاق الدوائرالحكومية الامريكية.
ووجه الرئيس الامريكي باراك "أوباما" الشكر لزعماء كلا الحزبين للتوصل لاتفاق، قائلا إنه أجرى "أعمق تخفيضات" في الانفاق في تاريخ الميزانية الأمريكية.
كانت المؤسسات الأمريكية على وشك مواجهة خطر التوقف عن العمل خلال الفترة المقبلة، نظرًا لعدم وجود مخصصات مالية حكومية لها، في ظل استمرار الخلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين بشأن الميزانية الأمريكية الجديدة.
وطبقًا لما أفادت به وكالة الأنباء الألمانية "DPA"، فقد سادت حالة من الخوف بشأن فراغ خزانة أجهزة الدولة في الولايات المتحدة، منذ بداية العام المالي الحالي في أكتوبر الماضي، بسبب الفشل في تمرير ميزانية العام المالي الماضي، حين لجأ أعضاء الكونجرس إلى تمرير ميزانيات مؤقتة لمدة أسبوع أو أسبوعين حتى يمكن التوصل إلى اتفاق شامل.
ما حدا بـ"أوباما" إلى التحذير خلال الأسبوع المنصرم من خطر توقف مؤسسات الحكومة عن العمل بسبب غياب المخصصات المالية، مشيرًا إلى أن ذلك من شأنه تبديد التعافي الهش للاقتصاد الأمريكي.
ومع ذلك، فلم يقر الكونجرس الأمريكي حتى الآن الميزانية الدائمة للسنة المالية الجارية التي بدأت في الولايات المتحدة في 1 أكتوبر الماضي، ولذلك يقوم مجلسا النواب والشيوخ من فترة لفترة بإصدار قرارات مؤقتة تنظم نفقات الحكومة الأمريكية.
جدير بالذكر أن بعض الدوائر الحكومية الأمريكية تعرضت للإغلاق لآخر مرة عام 1995 من القرن الماضي عندما فشل الكونجرس الذي كان يسيطر عليه الحزب الجمهوري آنذاك والبيت الأبيض في عهد بيل كلينتون في الاتفاق على الميزانية الاتحادية، واستمر إغلاق الدوائر الحكومية لمدة 20 يوما وأدى إلى تعطيل النمو الاقتصادي الأمريكي آنذاك بنسبة 1 % لمدة ربع سنة.