من أثنى عشر عيناً لم يتبق سوى اثنين لتكون باقية إلى اليوم، لتحكى لنا قصة سيدنا موسى عند خروجه من مصر عبر شبه جزيرة سيناء إلى الأراضى المقدسة، فما أن تجتاز نفق الشهيد "أحمد حمدى" الواصل بين محافظة السويس وشبة جزيرة سيناء، وعلى بعد 90 دقيقة من القاهرة ليس أكثر، تستقبلك منطقة عيون موسى الواقعة فى قلب "مدينة رأس سدر" بموقعها الاستراتيجى على ساحل البحر الأحمر، لذا أُطلق عليها شاطئ القاهرة، وهى المنطقة التى كانت مزاراً دينياً قديماً حتى طالها الإهمال وأحاط بها النسيان.
يقول "أحمد عبد القادر"، 52 عاماً، مسئول أحد المنتجعات السياحية الموجودة بالقرب من عيون موسى: ذاع صيت منطقة عيون موسى بسبب العيون العزبة والكبريتية التى تنبعث من أرضها، فأصبحت مزاراً دينياً للتبرك والاستشفاء بمياهها لاحتوائها على أملاح الماغنيسيوم والفسفور النادرة، والتى تعالج الكثير من الأمراض الجلدية والروماتيزمية، وكان يعلو كل عين لوحة رخامية كتب عليها اسم العين وعمقه، إلا أن يد الإهمال طالت المكان ولم يعد يتدفق الماء إلا من عينى "الزهر والشيخ" فقط، واللتين يبلغ عمق كل منهما 40 قدما، أما العيون الباقية فقد طمستها الأشجار البرية.
ويضيف "عبد القادر"، المنطقة عبارة عن لسان ممتد داخل مياه الخليج، مما جعلها تتمتع بطبيعة خلابة ورمال دافئة تجذب السياح للمبيت بعض الليالى وهم فى طريقهم إلى "شرم الشيخ"، ولقربها من القاهرة أصبحت المكان المفضل لقضاء أجازة نهاية الإسبوع، مما جعل المسئولين عن تنشيط السياحة بوضعها من جديد على خريطة اهتماماتهم لتطويرها والعمل على تنظيف وتطهير العيون العشرة التى طمرت ونالتها أيدى الإهمال لتكون بمثابة مزار ومكان عالمى للاستشفاء والنقاهة، حيث أتت إلى هذه المنطقة بعثة استكشافية لدراسة طبيعة المكان وكتابة تقارير فيه، وقد أكدوا الفوائد العلاجية والاستشفائية من المياه الكبريتية المباركة المنبعثة من العيون وقدرتها على علاج أكثر من 80 مرضاً.