جراهام بيل
أقوال كثيرة حول حقيقة اختراعه للهاتف، وإذا كان هو صاحب الفكرة أم لا، وبالفعل تبين فى العام 2002 أن أول من تطرق لفكرة اختراع الهاتف هو "ميوتشى"، وذلك طبقاً لما أقره مجلس النواب الأمريكى بعد مرور 113 عاماً على وفاة جراهام، وتم التأكيد أن ألكسندر جراهام هو أول من اخترع الهاتف، ولكن بناءً على فكرة من اختراع "أنطونيو ميوتشى".
ألكسندر جراهام بيل هو عالم ومهندس ومخترع ولد فى الثالث من شهر مارس عام 1847بأسكتلندا، واشتهرت عائلته بالخطابة حيث عمل كل من والده وجده بالأمر نفسه.. أشياء كثيرة كان لها تأثير على حياته من بينها أن زوجته ووالدته كانا من ذوى الاحتياجات الخاصة "صم"، فكانت هذه التجربة القاسية لها واقع إيجابى على حياته، فقد حاول فى المجال نفسه محاولاً اختراع أجهزة تتعلق بالسمع والكلام، فقام بعمل الكثير من التجارب فى المجال نفسه، وحاول جاهداً أن يصنع جهازاً لمعالجة مشكلة السمع، كل هذه المحاولات مكنته فى النهاية من الحصول على أول براءة اختراع أمريكية عن جهاز الهاتف عام 1876.
كان جراهام منذ نعومة أظافره مختلفاً ولديه رغبة فى اختراع شىء ما، عندما كان طفلاً صغيراً، فكان لديه رغبة دائماً فى اكتشاف كل ما هو جديد، فأجرى تجارب كثيرة منذ الصغر على النباتات، الطاحونة أيضاً التى تقوم بطحن القمح كانت تشغل تفكير جراهام بيل لفترة طويلة، خصوصاً بعد أن علم أن القمح يطحن بعد عملية شاقة، وفى الثانية عشرة من عمره قام جراهام بصنع آلة باستخدام أدوات منزلية تكونت من مضارب دوّارة ومجموعة من المسامير، وبذلك ابتكر آلة بسيطة لطحن القمح تم تشغيلها واستخدامها لفترة استمرت عدة سنوات.
وتلقى بيل دعماً كثيراً من والده عن طريق جعله أكثر إطلاعاً على الاختراعات الجديدة، حيث إنه فى سنة 1863 اصطحبه والده مع إخوته لمشاهدة آلة ذاتية التشغيل فريدة من نوعها، والتى تعرف حالياً باسم الروبوت، وقد قام بعدها بيل باقتناء كتاب "فون كيمبلين"، وكانت النتيجة تصميم بيل وأخيه رأس رجل آلى خاص بهما، أبدى والدهما اهتمامه الشديد بهذا المشروع واستعداده لتحمل مصاريف أى مواد لازمة.
وعلى سبيل التشجيع عرض عليهما "جائزة كبرى" إذا حققا نجاحاً فى ذلك، فى حين صمّم شقيقه الحلق والحنجرة، تولى بيل مسئولية أداء مهام أصعب من ذلك بكثير، ألا وهى إعادة تصميم جمجمة حقيقية للرجل الآلى، أسفرت جهودهما عن تصميم رأس يشبه الرأس الحقيقة بشكل مذهل، وكان بإمكانه "التحدث"، ولو لبضع كلمات فقط كانا يقومان بتعديل "شفاه" الرجل الآلى بعناية، وعند دفع المنفاخ للهواء من خلال القصبة الهوائية كان بالإمكان تمييز نطق لكلمة "ماما" بوضوح، الأمر الذى أذهل الجيران عندما جاءوا لرؤية اختراع بيل.
وفى عام 1874اخترع بيل التلغراف الذى تم تطويره فيما بعد إلى الهاتف، وكان ذلك فى منزل أسرته بكندا، على الرغم من عمل بيل فى ذلك الصيف بمدينة برانتفورد، إلا أنه أجرى تجاربه على الفونوتوغراف (phonautograph) وهو جهاز يشبه القلم يستطيع رسم أشكال الموجات الصوتية على زجاج مدخن عن طريق تتبع اهتزازاتها، وفكّر بيل أنه ربما يكون من الممكن توليد تيارات كهربائية موجية مترددة تتوافق مع الموجات الصوتية، كما اعتقد أن القصبة المعدنية المتعددة التى تم ضبطها لترددات مختلفة مثل القيثارة ستكون قادرة على تحويل التيارات المتموجة إلى صوت مرة أخرى.
توفى بيل من مضاعفات لمرض السكرى فى 2 أغسطس 1922 عند سن الـ75 وقد كان بيل يعانى أيضاً من فقر الدم.