أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس شريف إسماعيل اليوم الخميس حرص مصر على الاستمرار في تزويد الأردن باحتياجاته من الغاز الطبيعي ، قائلا "إن حالات عدم التزويد تكون نتيجة قوة طارئة خارجة عن إرادة مصر في توفير احتياجات الأردن بسبب عمليات التفجير المستمرة والمتوالية لخط الغاز".
وأضاف المهندس إسماعيل – في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيري الطاقة الأردني الدكتور محمد حامد والنفط العراقي عبدالكريم لعيبي عقب توقيعهم على مذكرة تفاهم اتفقوا خلالها على آليات التعاون المستقبلي في مجالي النفط والغاز – "إننا نسعى جاهدين لإنهاء عملية إصلاح خط الغاز العربي"..مشيرا إلى أن هناك صعوبة بالغة في تأمينه بسبب مروره عبر مناطق غير مأهولة بالسكان.
وأفاد بأن خط الغاز العربي يعد خطا متكاملا ويمتد لمئات الكيلومترات ، وهناك فرصة في المستقبل لربطه مع حقول الغاز العراقية الجاري تطويرها لتصدير الغاز الطبيعي لكل من مصر والأردن..مشيرا في الوقت ذاته إلى أن مصر تعمل وفق خطة مدتها ثلاث سنوات من أجل تنمية الحقول ومواجهة العجز الحاصل حاليا في مصادر الغاز الطبيعي.
وأشار إلى أن المباحثات تطرقت إلى إمكانية تكرير جزء من الخام العراقي في معامل التكرير المصرية المتاحة والمتوافر بها بعض الطاقات الفائضة باعتبار ذلك يكون مدخلا للسوق الأفريقية..مؤكدا على أنه تم البحث في إمكانية التعاون المشترك في مجال مشروعات توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.
وقال إن مصر لديها خبرة كبيرة في هذا المجال ، حيث تم توصيل الغاز إلى 8ر5 مليون وحدة سكنية في البلاد علاوة على أن العراق والأردن لديهما الغاز وبالتالي يمكن يكون هناك تعاون مشترك وشركة مشتركة في هذا الخصوص..مشيرا إلى أنه تم البحث في زيادة الأنشطة الخاصة بالشركات المصرية للعمل في مجال المشروعات وتنفيذها في العراق والأردن.
ونوه بأن هناك فرصا كثيرة للتعاون بين مصر والأردن والعراق في مجالي النفط والغاز..منوها بأن العراق دولة كبرى في مجال إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي ولديه القدرة على مضاعفة إنتاجه كما أن الأردن لديه خط الغاز العربي الذي يرتبط بالشبكة القومية للغازات في مصر.
وبدوره..وصف وزير الطاقة الأردني المباحثات بأنها كانت مثمرة وأن هذا اليوم يعد يوما مهما في مجال التعاون بين الدول الثلاث خاصة في مجالي النفط والغاز ، موضحا أنه تم الاتفاق على تشكيل توجيهية من الوزراء الثلاثة تجتمع دوريا لمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وكذلك تشكيل لجنة مركزية من الفنيين من هذه الدول لذات الغاية.
وأكد حامد على أن هذه المشروعات ضرورية جدا لشعوب هذه الدول الثلاث ، خاصة في ظل تزايد الطلب على النفط والغاز في كل من مصر والأردن إضافة إلى فتح أسواق جديدة للعراق لتصدير منتجاتها من هاتين المادتين وذلك من خلال أنبوب نفط البصرة/العقبة..منوها بأن العقبة سوف تحصل على ميزة تنافسية كبيرة جدا من خلال ميناء الغاز المسال ووضعها على خارطة الموانيء للتصدير كما أن مصر ستكون بوابة لتصدير النفط العراقي لأفريقيا وجنوب شرق آسيا.
وردا على سؤال حول مدى مواءمة النفط العراقي الذي سيزود به الأردن من خلال الأنبوب ..أجاب وزير الطاقة الأردني قائلا "إن مصفاة البترول لا تستطيع بوضعها الحالي التعامل مع هذه الكميات البالغة (150 ألف برميل نفط يوميا) ومن الضروري تطوير المصفاة وتوسعتها لاستيعاب الكمية المتفق عليها والمتوقع أن تصل إلى الأردن بنهاية عام 2017.
ومن ناحيته .. قال الوزير النفط العراقي إن مشروع أنبوب النفط العراقي المار بالأراضي الأردنية مهم للعالم أجمع لفوائده في تزويد الأردن ومصر والسودان ودول أفريقية أخرى باحتياجاتها من النفط..مؤكدا على أن مصر والأردن ستكونان بمثابة بوابة للنفط والغاز العراقي مرورا إلى أفريقيا.
وعرض لعيبي آلية تنفيذ مشروع أنبوب النفط البصرة/العقبة ، قائلا "إن الجزء الأول من المشروع سيكون داخل الأراضي العراقية باستثمارات عراقية فيما سيكون الجزء الثاني الذي يمتد ما بين الحديدة حتى العقبة مطروحا للاستثمار حيث حظي باهتمام عشرة ائتلافات عالمية".. متوقعا أن يتم خلال أشهر طرح مناقصة العطاء.
وفيما يتعلق بعائدات المشروع على الأردن..قال وزير النفط العراقي إن الأردن سيتقاضى أجورا بدل مرور الخط في أراضيه وسيتم تحديد قيمتها بناء على التكاليف التي سيتحملها المشروع.
وقد بحث الوزراء الثلاثة قبيل توقيع مذكرة التفاهم بمقر وزارة الطاقة الأردنية ، سبل الاتفاق على الآليات التنفيذية لمجالات التعاون المشتركة في مجال الطاقة و التعاون في مجالي الغاز الطبيعي ونقله ومجال النفط الخام..وتقدم سير العمل في إجراءات تنفيذ مشروع أنبوب النفط الخام من العراق للعقبة والمتوقع الانتهاء من تنفيذه في عام 2018 بقدرة تصديرية تبلغ مليون برميل يوميا وبحث مدى استفادة الأردن ومصر من هذا الخط.
وتجيء هذه المباحثات نتيجة للقاءات السابقة التي أجراها وزير الطاقة الأردني مع نظيره المصري الذي التقاه في القاهرة على هامش اجتماعات اللجنة الأردنية المصرية المشتركة التي عقدت الشهر الماضي برئاسة رئيسي الوزراء في البلدين .. فيما التقى وزير النفط العراقي خلال الاجتماعات الأردنية العراقية التي عقدت في بغداد هذا العام .
وسيقوم الوزراء الثلاثة والوفود المرافقة غدا الجمعة بجولة ميدانية لمدينة العقبة لزيارة محطة الضواغط الغازية وخط الغاز العربي وكذلك الإطلاع على موقع بناء ميناء الغاز الطبيعي المسال والمنشآت المرافقة .
جدير بالذكر أن تنفيذ مشروع خط أنابيب من العراق إلى خليج العقبة ، سيمكن بلاد الرافدين من تصدير نفطها عبر الأردن في ظروف آمنة ومستقرة فيما سيمكن المملكة من التزود باحتياجاتها من النفط الخام بأسعار مناسبة وكذلك الحصول على عوائد مرور النفط العراقي عبر آراضيها وهو ما سيمكنها من التخلص من أسلوب نقل النفط الخام بالصهاريج وتجنب الكثير من المخاطر المرافقة لعمليات النقل .