عدنان أحمد يوسف
أكد عدنان أحمد يوسف، رئيس اتحاد المصارف العربية،أن الحكومات العربية في مصر وتونس لم تتقدم بأى طلبات خاصة بتجميد حسابات الرئيسين المخلوعين، "مبارك" و"بن على"، متوقعًا خروج بعض الاستثمارات الأجنبية من البلاد العربية التي اندلعت بها الثورات مؤخرًا لكنها لن تخرج من المنطقة وستنتقل إلى بلاد أخرى مثل المغرب والجزائر ودول الخليج، بالإضافة الى تركيا، علماً بأنه تم مؤخرًا توقيع اتفاقية للتعاون بين المصارف التركية ونظيراتها في كل من الأردن ولبنان وسوريا.
وقال "عدنان" فى تصريحات لـ"الخبر الاقتصادى" خلال حضوره إلى قطر للمشاركة فى مؤتمر اتحاد المصارف العربية الذي يقام فى الدوحة غدًا وبعد غدٍ: إن مؤتمر المصارف العربية يأتي حاليًا فى وقت حساس ومناسب جداً فى ظل التحديات التي تواجها المصارف العربية، مضيفا أنه رغم أن المصارف العربية تجنبت تأثيرات الأزمة المالية العالمية عام 2008، فإن الثورات الأخيرة التي اشتعلت في المنطقة فاقمت من التحديات والمشكلات التي تواجه المصارف.
وأضاف أن هذا المؤتمر يُعد بداية للخروج من هذه المشكلات وإيجاد الحلول والتشريعات المناسبة لذلك ولطبيعة المرحلة الحالية، وتعزيز التعاون بين المصارف العربية ودفع التعاون العربي المالي، مشيرًا إلى أنه سيتم تقديم جميع المعلومات والبيانات والأرقام الصحيحة أمام كل الخبراء والمصرفيين العرب للتمكن من عمل التشريعات التي تلزم المرحلة الحالية.
وعن أهم الملامح والمبادئ الأساسية التي سيتم التركيز عليها فى المؤتمر قال "عدنان": إن الثقة في نفوس المصارف والدول العربية وإن المؤسسات العربية جيدة وقادرة على مواجهة الازمات، موضحاً أنه قام بزيارة مصر وتونس ولاحظ تماسك القطاع المصرفي رغم الأحداث الأخيرة، مشيرًا إلى أن مصر بلد جاذب للاستثمار وسينعم فى المرحلة القادمة باقتصاد قوي واقبال كبير من المستثمر الأجنبي .
وأوضح أن المصارف العربية طبقت "بازل 2" وعلى وشك تطبيق "بازل 3" قريباَ وأن نسبة 80% من المصارف العربية ليس عندها ما يمنعها من تطبيق "بازل 3"، مشيرًا إلى أن البنوك العربية تتميز برؤوس أموال كبيرة، وأن بنك البركة من أوائل البنوك التي طبقت مبادئ الحوكمة والشفافية.
وشدد "عدنان" على أهمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وضرورة التركيز عليها فى المرحلة المقبلة، لافتاً إلى مساندة الدول والحكومات للمشروعات الكبيرة والضخمة، وكثير من المشروعات يتم طرحها على المؤسسات المالية الكبيرة للتمويل .
ودعا إلى إيجاد جهاز جديد للمصارف لتشريع عملية التمويل بضمان الدول والحكومات، مشيراً إلى قيام بنك البركة في مصر بتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة بضمان بنك التنمية والائتمان المصري.
وتابع "عدنان" أن 50% من ميزانية البنوك المصرية أموالاً سائلة لم توضع فى مشاريع خوفاً من درجة الخطورة وزيادة الحرص عند التمويل، مؤكدًا أن المصارف العربية غيَّرت رؤيتها بعد عام 2008 من الاستثمار الضخم فى الدول الغربية "أوروبا وأمريكا" نتيجة المشكلات التي عانت منها هذه الدول وبدأت تغيّر وجهتها نحو الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط، لافتاً إلى حرص المصارف على رصد قضية غسيل الأموال ومتابعتها بشدة مؤخرًا.
وأشار رئيس اتحاد المصارف العربية إلى أن البنوك العربية خسرت نحو 15 بليون دولار في أوروبا وأمريكا جراء الأزمة المالية والعالمية، مضيفًا أن المصارف الإسلامية انتقلت نقلة كبيرة في قطاع الصيرفة، من خلال انتشارها في المغرب والجزائر ومصر وتونس والسودان والعديد من الدول العربية وأن رقم أصول البنوك الإسلامة العربية نحو 3.2 بليون دولار، ومتوقع أن يصل إلى 4.2 بليون عام 2012.