هو منزل لا نهاية له رغم صغره، لا يعرف الحدود ولا يعترف بالأبواب المغلقة، أهله لا يتقابلون وجهاً لوجه أبداً، وضيوفه يشترط فيهم أن يكونوا من المحصنين ضد الشعور بالدوار.
إنه واحد من أغرب البيوت على وجه الأرض، إن لم يكن أغربها فعلا، حيث صمم أصحابه "سالى وأليكس" منزلهما المؤقت على شكل طاحونة برتقالية تشبه إلى حد كبير تلك التى تستخدم فى أقفاص فئران التجارب وبها كل وأبسط ما يحتاج إليه الإنسان من أثاث.
لتفهم قصة "منزل الطاحونة" عليك أن تفهم أصحابه أولاً، ذلك لأن "سالى وأليكس" أرادا أن يثبتا للعالم بتصميمهما وإقامتهما بهذا البيت الغريب أننا نعيش فى مدار لا نهاية له، ولكى ينجز الإنسان أى شىء بحياته عليه أن يتكامل مع الآخرين ويقوم معهم بتبادل النشاط أو المنفعة.
لذا صمم كلاهما هذا البيت الذى يبلغ طوله 30 قدمًا ومداره 60 قدمًا بحيث يحتوى على سريرين ومكتبين وكرسيين ومرحاضين وكشافى نور مثبتين جميعاً وبقوة فى قاع وسقف المنزل من الداخل والخارج، ويجب على كل ساكنيه القيام بنفس النشاط وفى نفس التوقيت وعلى بعد 180 درجة بالظبط من الطرف الآخر، فإذا جلس أليكس على مكتبه على سالى أن تجلس هى الأخرى على مكتبها وإذا نامت تنام فوقه تماماً ليكونا كطرفا الخط المستقيم.
ويقول "أليكس" فى حواره مع موقع "أوديتى سنترال": "نحن نعيش فى طاحونة كبيرة، فهذا المنزل الذى يتكون من غرفتين هو تجسيد للمعنى الحقيقى للتكامل بين البشر، فكلا منا كان يعرف أنها تجربة ليست سهلة، وأن علينا أن نبقى متيقظين ذهنياً ونتعاون لحظة بلحظة، لأن أى خطأ قد يؤدى إلى إلحاق الأذى بالآخر، ولكننا قمنا بها لنثبت للعالم وجهة نظرنا ونعطى لهم درسًا فى، كيف يجب أن يعيشوا الحياة؟"