تعتبر تربية الأبناء من أهم المهام التى تقع على الوالدين، إلا أنه أحياناً قد تواجههم بعض السلوكيات من الأطفال، والتى يعجزون عن التعامل معها، ولعل أهمها هو العناد، كما تقول مدربة مهارات الأطفال "سالى يسرى".
وتوضح، أن عناد الطفل غالباً ما يظهر عند سن العامين، لأن قبل هذه السن يعتمد على والدته بشكل كلى، الأمر الذى يجعل سلوكه محايداً واتكالياً يحمل بعض المرونة، إلا أنه بعد أن يتجاوز سن العامين، فإنه قد يبدأ بالعناد بسبب تصوراته الذهنية ورغباته، مشيرة إلى أن سلوك الأم أو الأب يكون هو أحياناً السبب وراء عناد الطفل، لأن العلاقة بينهما عبارة عن علاقة مرتدة فى التفاعل.
وأضافت "سالى"، أحياناً توجه بعض الأوامر إلى الطفل قد تكون غير متماثلة مع الواقع، فقد تصر الأم مثلاً على ارتداء طفلها للون معين هو لا يريد أن يرتديه، الأمر الذى يدفع به فى النهاية إلى العناد لأنه مرغم على فعل شىء مرفوض بالنسبة له، ناصحة بضرورة أن يراعى الأب والأم المراحل النفسية المختلفة التى يمر بها الطفل، مثل رغبته فى الشعور بذاته، والتى تدفعه إلى أن يتشبه بالكبار، حيث قد نجد الطفل يصمم على رأيه كنوع من تقدير الذات دون وعى للموقف، لكن هذا التصرف ينتهى عند مرحلة معينة فى سن المراهقة، فيكتشف أن الإصرار والعند لا جدوى منه ولا فأئده فيلجأ إلى المناقشة.
وأوضحت "سالى"، أن للأب دور كبير فى إنهاء عناد الطفل، لأن الوالد يمثل للطفل رمز السلطة، لذلك فلا ينبغى عندما يقوم الطفل بالعناد أن يتم إجباره على شىء، بل يجب اللجوء إلى المناقشة أو إشغاله بأى شىء آخر، حتى نتجنب ازدياد هذا السلوك، ناصحة بضرورة أن يتم استخدام العقاب عند العناد المباشر للطفل أو الإصرار عليه، لكن مع مراعاة اختيار نوعية العقاب المناسبة للطفل، والتى تؤثر عليه، فكثير من الآباء يعتقد أن الضرب هو أفضل وسيلة للعقاب ولتخويف الأطفال، إلا أن الحرمان من شىء يحبه الطفل قد يكون ذا أثر أكبر على الطفل.
وحذرت "سالى" من إطلاق كلمة "طفل عنيد" حتى وإن كان الطفل عنيداً بالفعل أو مقارنة هذا الطفل مع أطفال أخرى، لأن مثل هذا التصرف قد يزيد من شعور الطفل بالنقص، كما أنه يحفظه فى ذاكرته حتى يصدق عقله بأنه بالفعل عنيد، ويتصرف بعد ذلك على أساس هذا اللقب، مشيرة إلى أن هذا النوع من السلوك يحتاج إلى الصبر والمواجهة وليس التأجيل أو اليأس.