استفادت العملة الأولى في العالم في أخر جلسات الأسبوع الجاري من البيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الجمعة من قبل أكبر اقتصاد في العالم والتي أوضحت تسارع نمو الضغوط التضخمية خلال مارس الماضي ، الأمر الذي حد من نزيف الدولار الأمريكي ليرتد من أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع.
وذلك وسط مضاربات ومراهنات المستثمرين على إقدام أعضاء اللجنة الفدرالية للسوق المفتوح على رفع مبكر لأسعار الفائدة المرجعية قصيرة الآجل، مع العلم أن محضر اجتماع اللجنة الفدرالية للسوق المفتوح الذي عقد في 18-19 من مارس الماضي قد أوضح خلال الأسبوع الجاري عدم توجه الاحتياطي الفدرالي لرفع أسعار الفائدة في القريب العاجل.
وعلي الجانب الأخر فأن العملات ذات العائد المنخفض وعلى رأسها الين الياباني والدولار الأمريكي قد استفادت بشكل أو بأخر من موجة البيوع التي شهدتها أسواق الأسهم العالمية وسط تزايد الشكوك والقلق حيال وتيرة نمو الاقتصاد العالمي في أعقاب سلسة التطورات والبيانات المخيبة للآمال من قبل الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم بالتزامن مع وهن الضغوط التضخمية في كبرى الاقتصاديات العالمية وتوجه البنوك المركزية العالمية للبقاء على السياسات التوسعية وأسعار الفائدة عند مستوياتها التاريخية المنخفضة لبعض الوقت.
فضلا عن تزايد حدة التوتر الجيوسياسي في أوكرانيا في أعقاب إعلان مدينة دونتسك استقلالها والعمل على إجراء استفتاء بحلول شهر مايو المقبل بالتزامن مع تحذير الولايات المتحدة الأمريكية للاتحاد الروسي من فرض المزيد من العقوبات رداً على تحذيرات الاتحاد الروسي بقطع أمدادات الغاز الطبيعي لأوكرانيا، هذا وقد أبقى البنك المركزي الياباني على السياسة النقدية دون تغير مع إعلان محافظ البنك أن التضخم والنمو قد يشهدا ارتفاعاً خلال الفترة المقبلة.
مما يبقي المركزي الياباني غير مندفع في اتخاذ أية قرارات متعلقة بالتوسع في السياسة النقدية مما يتيح المجال لقوة العملة اليابانية كملاذ آمن وبديل للاسثمار لحين اتضاح الرؤية، بينما استفادت العملة الموحدة للاتحاد الأوروبي اليورو من تصريحات محافظ البنك المركزي الألماني ينس ويدمان بان مخاطر الانكماش التضخمي في المنطقة قد تقلصت مع التراجع الحالي في المستويات العامة للأسعار.
مما أثقل على توقعات الأسواق خلال الآونة الأخيرة بأن البنك المركزي الأوروبي قد يقدم على تقديم أداوات نقدية جديدة لمواجهة ضغوط الانكماش التضخمي المحتملة في منطقة اليورو.