تسحب بعض شركات النفط عمالا أجانب من العراق خشية أن يهاجم المسلحون السنة من شمال البلاد حقول النفط الرئيسية التي تتركز في الجنوب الذي تقطنه أغلبية شيعية برغم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية لتشديد الأمن.
ويقول مسؤولون عراقيون إن المناطق الجنوبية التي يخرج منها نحو 90% من إنتاج البلاد من النفط آمنة تماما من مسلحي جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام الذين سيطروا على مناطق واسعة من شمال البلاد خلال أسبوع مع انهيار قوات الحكومة المركزية. وتقول الحكومة إن نحو 100 ألف شرطي مخصصون لحماية منشآت النفط يقفون في هالة تأهب قصوى ومسلحون جيدا.
غير أن شركات النفط لا تخاطر عندما يتعلق الأمر بالعاملين من الخبراء الأجانب الذين قد يصبحون هدفاً رئيسياً للمتشددين. وبدأ القلق يتسلل إلى بعض المستوردين للخام العراقي بخصوص الإمدادات.
وقال بوب بادلي الرئيس التنفيذي في بي.بي وهي مستثمر رئيسي في العراق من خلال عملها في حقل الرميلة العملاق في تصريحات للصحافيين في موسكو "نتوخى الحذر بشدة في العراق. الأشخاص غير المهمين بالنسبة للإنتاج غادروا .. لكن العمليات متواصلة."
وفي مؤشر على القلق في الخارج أخلت تركيا قنصليتها في البصرة المركز النفطي بجنوب العراق أمس الثلاثاء. وبرغم أن رحيل موظفين أجانب سيكون له تأثير محدود فقط على الإنتاج في المدى القريب إلا أن خطر نشوب حرب أهلية أوسع قد يؤثر على الإنتاج ومن المؤكد أن يعطل خطط التوسع، وقالت شركات روسية إنها لم تقلص عدد موظفيها حتى الآن لكنها تدرس خططا للطوارئ.
وقال فاديم ياكوفليف النائب الأول للرئيس التنفيذي لشركة جازبروم نفت التي بدأت العمل في حقل بدرة هذا الشهر للصحافيين اليوم "يقع حقل بدرة على الحدود مع إيران. يسير كل شيء وفق الخطة الآن لكننا نعمل على الخطة البديلة.. بما في ذلك خيارات الإجلاء."
ونصحت وزارة الخارجية الصينية المواطنين بتجنب السفر إلى العراق. وفي الهند وهي مستورد رئيسي لنفط العراق ثاني أكبر منتج للخام في منظمة أوبك قال مسؤول إن هناك مخاوف بشأن مستقبل الإمدادات العراقية. وقال المسؤول بوزارة النفط الهندية إن الوزارة طلبت من شركات التكرير البحث عن بدائل.
وتعمل كل شركات النفط الكبرى تقريبا مع بغداد في مشروعات مشتركة ومنها إكسون موبيل وبي.بي ورويال داتش شل وإيني وجازبروم نفت ولوك أويل وشركات صينية.
وقالت مصادر أمنية تعمل في قطاع النفط إن الشركات ستشرع في عمليات إجلاء كاملة لمئات العمال الأجانب من العراق إذا حدث تصاعد كبير في العنف مثل وقوع هجوم كبير في بغداد أو البصرة.