مطعم - أرشيفية
شهدت الساحة اللبنانية جدلا حول بيان أصدره رئيس بلدية "عبرا" المسيحية وليد مشنتف، متمنيا من أصحاب المطاعم والمقاهى فى نطاقها عدم المجاهرة بتقديم المأكولات والإفطار فى رمضان حرمة للشهر الكريم وخصوصية المسلمين الصائمين.
واعترض البعض على هذا البيان، حيث رأوا فيه محاولة لتقليل الحريات فى بلدة متنوعة دينيا، خاصة أن "عبرا" التى تقع قرب صيدا عاصمة الجنوب اللبنانى هى بلدة مسيحية تاريخيا.
وفى هذا الإطار، أصدر رئيس مجلس الإعلام فى حزب الكتائب اللبنانية بيانا قال فيه "إن القرار الصادر عن رئيس المجلس البلدى فى "عبرا" يشكل إساءة إلى المسلمين قبل المسيحيين الذين وضعوا معا نهج الشركة المرتبطة بمصير وطنهم ومستقبلهم، داعيا المجلس البلدى إلى الرجوع فورا عن هذا الخطأ الفادح الذى ارتكبه فى حق المسلمين والمسيحيين، والاعتذار للمواطنين على اختلاف معتقداتهم للسوء اللاحق بهم، مع تأكيد حزب الكتائب أن لبنان سيبقى ديمقراطية الحريات والتعددية، وحاضنة الدولة المدنية الحديثة".
وتساءل إمام مسجد الغفران فى صيدا الشيخ حسام العيلانى لماذا هذه الضجة حول البيان الذى أصدرته بلدية "عبرا"؟، معتبرا أن هذا إن دل فهو يدل على حسن نية الرئيس والمجلس البلدى لا أكثر ولا أقل، بعيدا من أية حسابات سياسية.
وأشارت صحيفة "النهار" اللبنانية، عبر موقعها الإلكترونى، إلى أن هناك تساؤلات حول القرار خصوصا أنه صدر عن بلدية "عبرا" المسيحية التى لها خصوصيتها فى المنطقة، والتى باتت تعيش وسط محيط يكتظ بالمسلمين إلى أن وصل الأمر بالبعض إلى اعتبار أن هذا البيان صدر نتيجة ضغوط من بعض الفعاليات الدينية فى صيدا.
وأجمعت مصادر البلدية على أن الغاية من البيان تقتصر على تأكيد حسن الجوار والعيش المشترك، ومراعاة العادات والمقدسات والشعائر بيننا واحترامها، وهو مبادرة حسن نية ولفتة طيبة لا أكثر ولا أقل، ولا علاقة بها لأى كان من خارج البلدية"، مشيرة إلى أنه لا نية إطلاقا لتنفيذ القرار، وأنه لم يطلب من القوى الأمنية تنفيذه، ولم يجبر أى شخص على الالتزام بالصيام أو عدمه.
وفى المقابل، رأت مصادر محايدة أن البيان رغم خلفيته الحسنة النية، إلا أنه بدا وكأنه تحذير وإنذار لأصحاب المطاعم والمقاهى خارج صيدا التى اعتادت غالبيتها العمل فى كل الأوضاع والمناسبات، حيث إن العديد من غير الصائمين فى صيدا وضواحيها يقصدونها باعتبارها فى قرى وبلدات مسيحية.
وأشارت إلى أن أهالى البلدة استاءوا من تصرف رئيس البلدية واعتبروا أنه وضعهم فى موقف محرج، إذ أن تأييدهم له يجعلهم "أهل ذمة بامتياز" وينتقص من حريتهم، وأن معارضته تجعلهم فى مواجهة مع محيطهم وجيرانهم من المسلمين المقيمين فى البلدة وفى القرى المجاورة.