استفاد الين الياباني الذي يعد ذو عائد منخفض يجعله ملاذ آمن لحين اتضاح الرؤية من التطورات الجيوسياسة لملف الدولة السوفيتية سابقاً أوكرانيا خلال الأسبوع الجاري بشكل ملحوظ ليعد بصدد تحقيق أفضل أداء أسبوعي أمام الدولار الأمريكي على الرغم من تلاشي معظم المكاسب التي حققتها اليوم الجمعة عقب تصريحات وزارة الدفاع الروسية بإنتهاء طائرتها الحربية من التدريب بالقرب من الحدود الشرقية لأوكرانيا وقرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشن غارات جوية محدودة الأهداف ضد المسلحين التابعين لتنظيم القاعدة في العراق.
هذا وقد ارتدت العملة اليابانية أمام العملة الخضراء من أعلى مستوياتها في أسبوعين عقب إعلان الاتحاد الروسي عن عزمه التوسط بين الحكومة الأوكرانية والانفصاليين المسلحين لإنهاء القتال الدائر على مشارف حدودها في الأراضي الأوكرانية، الأمر الذي حد من تخوف الأسواق تجاه تفاقم الصراع المتصاعد بين الاتحاد الروسي في مواجهة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية تجاه الملف الأوكراني، وذلك عقب ساعات من حشد روسيا لنحو 20 ألف جندى على حدودها والرد على العقوبات الاقتصادية الأوروبية والأمريكية بحظر استيراد المنتجات الزراعية لمدة عام من قبل الغرب.
على صعيد أخر صدر عن الأقتصاد الأمريكي القراءة الأولية لمؤشر الإنتاجية في القطاعات عدا الزراعية للربع الثاني والتي أظهرت اتساعاً فاق التوقعات بالتزامن مع تباطؤ نمو تكاليف وحدة العمل خلال الربع ذاته، الأمر الذي حفز بشكل أو بأخر مضاربات ومراهنات المستثمرين تجاه إقدام صانعي السياسة النقدية لدى بنك الاحتياطي الفدرالي على رفع مبكر لأسعار الفائدة المرجعية قصيرة الآجل من مستوياتها التاريخية المنخفضة بين الثبات عند مستوياتت الصفر ونسبة 0.25%.
الأمر الذي حد من مكاسب الين الياباني أمام الدولار الأمريكي في أخر جلسات الأسبوع بالتزامن مع قيام الولايات المتحدة الأمريكية بضربات جوية ضد داعش والتي أثقل على أداء الدولار أمام العملات الرئيسية الأخرى عقب تصريحات أوباما بأنها تشكل خطر على أمن أمريكا، وبالنظر إلي اقتصاديات القارة العجوز فقد استفادت العملة الموحدة لمنطقة اليورو من تفوق الإنتاج الصناعي والتصنيعي في فرنسا ثاني أكبر اقتصاديات المنطقة متغاضية عن تقلص الفائض في الميزان التجاري والحساب الجاري الإلماني مع نمو الواردات بصورة فاقت نمو الصادرات.
أما عن الجنيه الأسترليني فقد تراجعت لليوم الثلاث على التوالي أمام العملات الرئيسية مع اتساع العجز في الميزان التجاري بصورة فاقت الوقعات خلال يوليو والميزان التجاري المتجانس مع الإتحاد الأوروبي لشهر يونيو، الأمر الذي طغي على ارتفاع مخرجات البناء في يونيو الماضي.
وذلك على أعتاب الكشف عن تقرير التضخم في وقت لاحق من الأسبوع المقبل والذي قد يعطي لنا عزيزي القارئ نظرة أفضل تجاه توجهات صانعي السياسة النقدية لدى البنك المركزي البريطاني تحت قيادة السيد مارك كارني محافظ البنك المركزي البريطاني.
هذا و قد أظهر مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء العملة الأولى في العالم أمام سلة من العملات الرئيسية على رأسها العملة الموحدة لمنطقة الاتحاد الأوروبي اليورو والتي تزن أكثر من نصف مؤشر العملة الخضراء