تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالشكر إلى الرئيس فلاديمر بوتين على الاستقبال فى منتجع سوتشى الذى اعتبره منتجعًا ذا مكانة عالمية دولية بعدما أقيمت فيه دورة الألعاب الأوليمبية، قائلا: "شكرًا على إتاحة الفرصة وإتاحة فرص اللقاء وسط إجازته السنوية".

وأكد السيسى أن بعد ثورة 30 يونيو نجحت مصر فى تدشين مرحلة جديدة فى العلاقة مع روسيا تقوم على أسس جديدة فى عمق العلاقة بين البلدين، متابعًا أن أهمية زيارته إلى سوتشى تنبع بعد أن خطت مصر خطوتها الكبيرة من تنفيذ استحقاق خارطة الطريق التى وافق عليها الشعب المصرى بعد ثورة 30 يونيو.

وأضاف السيسى أنه فى روسيا اليوم بصفته رئيساً لمصر وممثلاً لتطلعات الشعب المصرى العظيم، متحديًا بهذا كل قوى التطرف والإرهاب متطلعًا لمستقبل أكثر إشراقًا ترسى به مصر لتطلعاتها وتحقق كرامتها.

وأشار السيسى إلى أن أجندة المباحثات المصرية الروسية كانت واسعة ومتنوعة وتشهد نموًا يومًا بعد يوم كما كانت أيضًا تعبيرًا حقيقًا عن مدى التقارب بل ربما التطابق بشأن العلاقات التى تهم البلدين.

وأكد السيسى أن علاقة مصر مع روسيا تأتى حرصًا على سياسة مصر الخارجية على تحقيق التنوع، ومد عناصر التعاون والصداقة لكل من يبادلها نفس هذا الاهتمام والروح البناءة، كما نحرص فى ذات الوقت على الإدراك الصحيح للظروف المعقدة التى تمر بها مصر.

وأوضح السيسى أن مصر لا يقتصر دورها على شعارات براقة تخلو من المضمون، فمصر دائمًا محبة للسلام وتمد ذراعيها بالصداقة لكل من يبادلها هذه المشاعر الطيبة، وفقًا لصالح شعبها وفقًا لرؤيته المستقلة، التى لا تمليها إلا اعتبارات أمنها القومى ودورها المحورى فى منطقتها.

ولفت السيسى إلى أنه تناول مع الرئيس الروسى فلاديمبر بوتين خلال مباحثاتهما اليوم أطر وآليات دعم وتعزيز التعاون فى مختلف المجالات لاسيما المجال الاقتصادى والتجارى والاستثمارى الذى حاز على نصيب كبير فى المباحثات.

وأضاف السيسى خلال مؤتمره الصحفى المشترك مع الرئيس الروسى فلاديمبر بوتين، أن المناقشات الثنائية نتج عنها وجود آفاق رحبة فى مجال الاستثمار وإقامة المنطقة الصناعية الروسية فى مصر والتى أعرب عن أمله فى أن تكون أحد المكونات المكملة فى مشروع قناة السويس الجديدة والذى تعاهدنا بإتمامه خلال عام واحد.

واستكمل السيسى أن المباحثات تطرقت إلى قطاع الطاقة الذى يشكل أحد أهم مجالات العمل المشترك بين البلدين، فضلاً عن آفاق تجديد وتطوير المشروعات العملاقة التى كان الاتحاد السوفيتى سباقًا إلى إقامتها فى مصر.

وتابع السيسى أنه تناول مع بوتين آفاق التعاون فى مجال السياحة الذى تأمل مصر أن يعود إلى سابق نشاطه وزهوه، لاسيما عودة الاستقرار إلى البلاد بشكل تدريجي، مضيفًا أنه كان هناك تفاهم مشترك حول أهمية الاستمرار فى مسيرة تطوير العلاقات الثنائية فى مختلف المجالات.

وأشار السيسى إلى أن المناقشات الإقليمية كان لها نصيب كبير فى المباحثات الثنائية مع بوتين، مؤكدًا أن أزمة قطاع غزة تصدرت أهم الموضوعات التى شهدها اللقاء، مطالبًا القيادة الروسية بمحاولة إنهاء الأزمة بين فلسطين وإسرائيل.

وحول الوضع فى ليبيا أكد السيسى، أن الجانب الروسى يحرص على وحدة واستقرار الأراضى الليبية من الهجمات الإرهابية، لافتًا إلى أن الموقف الروسى يتفق مع نظيره المصرى الذى يشدد على عدم جواز التدخل فى الشأن الليبى.

وشدد الرئيس السيسى على ضرورة التشاور مع الحكومة السورية لوضع حد لإراقة الدماء فى سوريا بما يحقق تطلعات الشعب.

من جانبه أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أن روسيا ومصر أكبر لاعبين فى صناعة الغاز العالمية، لافتًا إلى أن هناك فرصًا جيدة لمواصلة توسيع التعاون فى مجال الطاقة بمختلف المجالات وهناك بعض الشركات الروسية مثل "لوك أويل"، تعمل بالفعل فى السوق المصرية، وهناك اهتمام كبير للتعاون، والأمر نفسه ينطبق على الطاقة المائية والتعاون فى مجال الطاقة النووية السلمية.

وأوضح بوتين خلال المؤتمر الصحفى مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، بمنتجع سوتشى، اليوم الثلاثاء، أن مصر وقعت مع روسيا بروتوكولاً لإمداد القاهرة بالأسلحة، فى شهر مارس الماضى، وأن هناك مزيدًا من التعاون فى قطاع الفضاء، حيث إنه فى شهر أبريل الماضى انطلق من قاعدة "بايكونور" بكازخستان، حاملة الصواريخ الروسية إلى الفضاء لإطلاق القمر الصناعى المصرى للاستشعار عن بعد، وأشار بوتين إلى أن هناك احتمالات جيدة فى صناعة السيارات.

وقال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، إننا نسعى لتعزيز التعاون مع مصر فى مجال الطاقة والكهرباء واستغلال الطاقة النووية، مضيفًا أن هناك بعض الشركات الروسية التى تبدى اهتمامًا للعمل فى مصر.

وأضاف أن العلاقات الثنائية بين البلدين تتطور بشكل نشيط، متابعًا أن البلدين اتفقتا على تطوير وتوسيع التعاون العسكرى الفنى، بالإضافة إلى مواصلة التعاون فى مجال استغلال الفضاء.

وقال الرئيس الروسى: "نوفر حوالى 40% من القمح المورد لمصر، و90% مما يتم استيراده من مصر حاصلات زراعية، وقد سبق لمصر أن رفعت إمداداتها إلى هذه المنتجات إلى نسبة 30% وهى مستعدة إلى رفعها لمدة 30% أخرى.

وأضاف بوتين أننا بحثنا اليوم إمكانية إنشاء على الساحل البحر الأسود مركز لوجستى مصرى وسنعطى الأوامر إلى الهيئة الفيدرالية والمراقبة الصحية على ممثلين من هذه الهيئات لزيارة مصر فى القريب العاجل، للتأكد من أنها على جودة عالية.