واصلت العملة الروسية الروبل الانهيار إلي مستويات قياسية دنيا جديدة مقابل الدولار الأمريكي وطغي تأثر العملة بانهيار أسعار النفط على قرار بنك روسيا المركزي برفع أسعار الفائدة لكبح هبوط العملة فيما اعتبر البنك الهبوط الحاد في سعر صرف الروبل دعوة للتأقلم مع الظروف الاقتصادية العالمية.

وفقد الروبل نحو 19 % إلي 80.10 دولار  أمس  في أكبر خسارة يومية منذ عام 1998 وهو العام الذي شهد تخلف روسيا عن سداد ديون محلية.

كما تهاوت أسعار النفط العالمية وفقدت نصف قيمتها منذ مطلع يونيو في ظل الارتفاع القياسي لإنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية وارتفاع إنتاج روسيا إلي مستويات فترة الاتحاد السوفيتي الأمر الذي اجبر منظمة الأوبك على اتخاذ قرار الشهر الماضي بعد خفض مستويات الإنتاج للمحافظة على الحصص السوقية.

وسجلت أسعار النفط اليوم أدنى مستوياته منذ عام 2009 ووصل خام برنت لمستوى 58.50 دولار للبرميل والنفط الخام لمستوى 53.60 دولار للبرميل.

وحاولت روسيا قبل اجتماع أوبك الشهر الماضي إقناع كبار منتجي المنظمة على خفض الإنتاج لوقف تدهور الأسعار غير أن هذه المحاولات فشلت تماما في ظل قيادة المملكة العربية السعودية لمعسكر رفض خفض الإنتاج وترك الأسعار لحركة السوق والعرض والطلب.

وكان قرر البنك المركزي الروسي رفع أسعار الفائدة من 10.7 % إلي 17 % في إطار محاولات البنك لكبح مخاطر التضخم ووقف انهيار سعر الروبل.

 وقالت رئيسة البنك المركزي إلفيرا نابيؤلينا أمس الثلاثاء " إن تراجع قيمة الروبل يعود قبل كل شيء إلى تأثير عوامل خارجية، في إشارة منها إلى تراجع أسعار النفط العالمية إلى مستويات قياسية، والعقوبات الغربية التي تم فرضها ضد روسيا المتعلقة بالأزمة الأوكرانية".

وقال البنك المركزي في روسيا إنه من المحتمل أن ينكمش الاقتصاد في الربع الأول من العام القادم، وإنه قد يتراجع بنسبة 4.5 % خلال العام 2015 كله إذا استمر متوسط أسعار النفط عند 60 دولارا للبرميل، بينما قال البنك الدولي الثلاثاء 9 ديسمبر إنه يتوقع انكماش الاقتصاد الروسي 0.7 % عام 2015 على أن ينمو 0.3 % في 2016.

ويذكر أن الأقتصاد الروسي يحتل الترتيب التاسع من بين أقوى الاقتصاديات العالمية ويعتمد على العديد من القطاعات الهامة المكونة للاقتصاد غير أن قطاع الطاقة يمثل أحد أهم الركائز الرئيسية التي يعتمد عليها الاقتصاد وكثيرا ما وصفت روسيا بأنها قوة عظمى في مجال الطاقة خلال الفترة الأخيرة.

 وتمتلك روسيا ثامن أكبر احتياطي من النفط بالعالم وأكبر احتياطي من الغاز الطبيعي وتعتبر دولة رائدة في مجال تصدير الغاز الطبيعيوساهم ارتفاع أسعار النفط والغاز خلال الأعوام السابقة من رفع الاحتياطي النقدي من 12 مليار دولار في عام 1999 إلي 471 مليار دولار عام 2013 محتلة الترتيب الرابع من حيث اكبر احتياطي نقدي بالعالم.

وتحتل روسيا مقدمة دول العالم في إنتاج النفط إذا يبلغ إنتاجها نحو 10.9 مليون برميل يوميا بنسبة 13 % من إنتاج العالمي من النفط.