تناول مؤتمر المرشدين العرب لاندماج وسائل الإعلام والاتصالات في دورته الثامنة، التزايد المستمر في اعتماد الشركات في منطقة الشرق الأوسط علي الشبكات الاجتماعية في عملياتها التسويقية، والذي يؤدي إلي إعادة توجيه سلوك واتجاهات المُستهلكين علي نحو لم يسبق له مثيل، لتغدو عاملاً رئيسيًا في ترسيخ مكانة العلامات التجارية، وسمعتها في السوق، وبالتالي التأثير على آراء المُستهلكين بها.
قال "كريشنا جوبال"، نائب رئيس قسم المبيعات والعلاقات الدولية، في شركة "تك ماهيندرا" في الشرق الأوسط وأفريقيا، أن هناك تزايدًا كبيرًا في الاعتماد علي الشبكات الاجتماعية في المنطقة، مشيرًا إلى ما حققه هذا الأمر من نمو كبير في السوق وما فرضه من تغيير في طريقة إعداد وترويج العلامات التجارية.
ولفت "جوبال" إلى هيمنة شركات "جوجل وياهو ومايكروسوفت" خلال السنوات الأولى على الشبكات الاجتماعية المنتشرة عبر الإنترنت، غير أن دخول منصات إستراتيجية وقوية جديدة من الشبكات الاجتماعية خلال السنوات القليلة الماضية، مثل شركات "فيس بوك، ويوتيوب، وتوتير" المعروفة باسم "فيت" أو "فايت"، خلق اتجاه جديد كلي من حيث النشاط الاجتماعي عبر الإنترنت ورأس المال الاجتماعي.
وتستهدف "فيت" عددًا كبيرًا من الأشخاص وتوجههم نحو نهجٍ يرتكز على "الجميع" ويقوم على التعايش مع الآخرين، لا على الاستقلالية الفردية، وكشفت "تك ماهيندرا" أن الشركات اليوم لا تعتمد الشبكات الاجتماعية كوسيلة للترويج أو التعريف عن منتجاتها وخدمتها فحسب، بل أيضًا لإنشاء منصة تعاونية وفورية تشجع التفاعل القوي بين النظراء وتحثهم على التواصل والالتزام بالمشاركة والحوار المثمر فيما بينهم.
ومن المُتحدثين الآخرين في الجلسة كل من مروان جوما، مؤسس وصاحب شركة "دوت جو اند كنز"، وعامر سونا، الرئيس التنفيذي لشركة "واي ترايب الأردن"، وسامر عباس، محلل أول في مجموعة المرشدين العرب، وزيد المساري، الرئيس التنفيذي الأول وأحد شركاء شركة "ميس الورد".
تستمر الشبكات الاجتماعية بلعب دور إستراتيجي وحاسم على حد سواء في تحرك منطقة الشرق الأوسط نحو النمو والتطور.. ونظرًا للأهمية الكبرى للشبكات الاجتماعية في المجتمع اليوم، لا بد من اعتبار هذه المسألة من النقاط المهمة ضمن المؤتمر الثامن للمرشدين العرب.. ويوضح هذا التحول إلى مجتمعٍ مرتكز على الجميع مدى استيعاب الأفراد الكبير لفكرة الاستعانة بالتقنيات المتنامية لتحقيق ما يريدونه وكيفية استخدام أحدث المنصات الاجتماعية كآلية لتحقيق نتائج ملموسة عند اللجوء إلى قوة الأفراد.
كما نوهت الجلسة إلى ضرورة أن تقوم الشركات العربية لتمويل الشركات الناشئة في المنطقة بهدف الاستفادة بشكل كامل من إمكانيات التجارة الاجتماعية والشبكات الاجتماعية، وذلك ببذل الجهود واعتماد المبادرات.
ودعا أعضاء الجلسة إلى إنشاء منصة خاصة بالتجارة الإلكترونية وتحميل التطبيقات على صعيد الدول العربية، مما يحول دون الحاجة لاستخدام الخدمات المتوفرة من خارج العالم العربي، ويمكن تحقيق ذلك من خلال عمل كبار الدول، مثل الأردن ومصر، التي تحرص على دعم قطاع التعليم والأعمال والسكان، على توفير بدائل عربية فعالة لمحركات البحث، مثل جوجل وياهو، وكذلك الشبكات الإجتماعية، مثل الفايس بوك وتويتر.
واختتم "جوبال" حديثه قائلا إنه على منطقة الشرق الأوسط الآن التركيز على إنشاء منصة إستراتيجية تساعد في تلبية احتياجات ومتطلبات التجارة الإلكترونية وتزويد المستخدمين بمجموعة واسعة من الخدمات الفعالة والموثوقة لتحميل التطبيقات.. ومع نمو الاقتصادات في المنطقة التي تحتضن متخصصين من ذوي المهارات العالية في مجال تكنولوجيا المعلومات، يمكننا تطوير المزيد من محركات البحث ومواقع الشبكات الاجتماعية القائمة على اللغة العربية والتي من شأنها تمكين المستخدمين العرب من العمل في بيئة أكثر ملاءمة."
ويعد "مؤتمر المرشدين العرب لاندماج وسائل الإعلام والاتصالات" من الفعاليات السنوية الرامية إلى مناقشة أبرز المستجدات في قطاعي الاتصالات والإعلام في المنطقة، ويسلط الضوء على مرحلة ما بعد الاندماج التي تشهد تغييرات في مختلف اتجاهات قطاعي الاتصالات والإعلام على حد سواء.
وحضر المؤتمر هذا العام أكثر من 500 شخصية من كبار ممثلي قطاعي الإعلام والاتصالات من حوالى 150 شركة من 23 دولة مختلفة.