كريستين لاجارد
اختار المجلس التنفيذى لصندوق النقد الدولى "IMF" الفرنسية كريستين لاجارد، لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة الصندوق، خلفًا لدومينيك ستراوس كان الذى استقال من منصبه بعد اتهامه بالاعتداء الجنسى على عاملة فى أحد فنادق نيويورك الشهر الماضي.
ومن المقرر أن تبدأ لاجارد –التى تبلغ من العمر 55 عامًا- التى شغلت منصب وزيرة مالية فرنسا، اعتبارًا من 5 يوليو المقبل فترة رئاستها التى تستمر 5 سنوات.
كانت توقعات فوز وزيرة المالية الفرنسية بالمنصب قد اقترب بشكل كبير بعد إعلان القوى الصاعدة كالصين وروسيا والبرازيل دعمها لها، وتبعتهم الولايات المتحدة أمس وأعلنت دعمها قبل اجتماع المجلس المؤلف من 24 عضوًا-يتكون من 8 ممثلين عن 8 دول و16 ممثل عن مجموعات دولية مختلفة- لدراسة ملفى المرشحين.
وسبق للولايات المتحدة أن أعلنت عن تفضيلها المرشحة الفرنسية، حين كشف تيموثى جيثنر، وزير الخزانة الأمريكى، أوائل الشهر الحالى، أن هناك مُرشحيّن مؤهلين لرئاسة صندوق النقد الدولى خلفًا لدومينيك ستراوس كان، وهما المرشح المكسيكى أجستين كارستينز، محافظ المركزى المكسيكى، والمرشحة الفرنسية كريستين لاجارد، وزيرة المالية الفرنسية، إلا أنه ذكر أنه يميل قليلًا لدعم "لاجارد".
وبموجب اتفاق غير مكتوب، الذى يعود تاريخه إلى نهاية الحرب العالمية الثانية، دائمًا يكون صندوق النقد الدولى بقيادة أوروبية الجنسية، بينما يكون رئيس البنك الدولى أحد المتمتعين بالجنسية الأمريكية، بحيث أن تأييد قيادة غير أوروبية صندوق النقد الدولى قد يعنى التخلى عن سيطرة الولايات المتحدة على البنك الدولى، وهو ما يرفضه أعضاء الكونجرس الأمريكى.
وطبقًا لما أفادت به وكالة الأنباء الألمانية "DPA"، فقد اعترف المرشح المكسيكى منذ أسابيع بضعف احتمالات فوزه بالمنصب بعد فوز "لاجارد" بدعم أوروبا ودول آسيوية وأفريقية وشرق أوسطية، وحتى دول فى أمريكا اللاتينية.
من جهتها، أشارت "لاجارد" إلى أن اختيارها رئيسة جديدة لصندوق النقد الدولى "شرف عظيم"، فيما وصف الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى النبأ بأنه "انتصار لفرنسا"، كما ترحب به الدول الأوروبية، نظرًا لأن تمكين أوروبى من هذا المنصب يعنى استمرار دعم الصندوق لدول اليورو التى حاصرتها الديون والأزمات.
وأضافت "لاجارد" فى بيان أنها ستعمل على أن يستمر الصندوق بنفس التركيز والروح التى أظهرها فى السابق، وأنها تتطلع لتحقيق "نمو مستدام وأقوى" و"استقرار للاقتصاد الكلي".