التاريخ : الأحد 08 may 2011 07:02:02 مساءً
لا أعرف ما هى الصفة الرسمية للشيخ الداعية السلفى محمد حسان حتى تلجأ له الدولة كلما استأسد أتباعه ومريدوه وأمثاله على الدولة وعلى السلطة وقرروا صعق هيبتها وفرض كلمتهم على الجميع فى هذا الوطن، وسحبه الى بحور من الدم والفتنة بين المسلمين والأقباط، أو لى ذراع الدولة فى أمر ما كما حدث فى محافظة قنا.
بعض الصحف إعتبرته تميمة "أولى الأمر" لحل الأزمات التى يستعصى حلها، فيما يتسائل أخرون هل أصبح حسان هو رئيس الجمهورية وفتى مصر الأول وحامى حمى الديار ومفتى الجمهورية حتى يتطوع أو يكلف بتهدئة خواطر السلفيين والطبطبة على أكتافهم وتقديم أيات الرجاء والتوسل لهم حتى يهدءوا من ثورتهم المضادة، أم أنه أصبح البديل الطبيعى لقيادة "شعب المسلمين" فى مواجهة البابا شنودة و"شعب الكنيسة" .. فى غياب حاكم فعلى يعرف جيدا متى يكون قويا ومتى يكون حليما ومتى يكون باطشا.
فى أطفيح كان الظهور الأول لمعالى الشيخ حسان سفير النوايا السلفية لنزع فتيل أزمة كنيسة "صول" بقرية أطفيح بالجيزة، التى قام بهدمها شباب متعصب، فى حادثة هى الأولى من نوعها فى تاريخ مصر تهدم فيه كنيسة، فتولى الشيخ وتابعه الشيخ صفوت حجازى تهدئة أتباعه وإقناعهم بشرعية بناء الكنيسة!!! .. ليقوم الجيش من بعده بإعادة البناء، بعد حل المشكلة بمجالس عرفية وجلسات صلح على طريقة "حب على راس أخوك".
وفى أزمة مسجد النور بالعباسية الذى تحاول جماعات سلفية السيطرة عليه وطرد إمامه المكلف من قبل وزارة الأوقاف .. كان تدخل الشيخ حسان هو شرارة الأزمة بعد إعتلاؤه منبر الخطابة فى المسجد، وتلاها سيطرة جمعية سلفية تدعى "الهداية" بالسيطرة على المسجد والاستيلاء على منبره دون موافقة الأوقاف.
فى قنا بادر الشيخ حسان أو تم تكليفه بتهدئة السلفيين الغاضبين الذن رفضوا إختيار الحكومة لمحافظهم بدعوى أى مسيحى سيأتى بعد محافظ مسيحى أخر، فذهب الأخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى بعد أن انتشرت أخبار زيارته المرتقبة فى كل وسائل الإعلام لتسبقه الى موقع الحدث، ثم عاد من هناك بعد أن استمع اليه "شعبه" بإنصات، ثم ما لبثوا أن رفضوا إقتراحه وقالوا له "سعيكم مشكور .. وإقتراحكم مرفوض".
كانت النتيجة أن الشيخ حسان قال لـ"شعبه" فى بورسعيد وفى حضرة ممثل الدولة المحافظ اللواء أحمد عبدالله، أنه يطالب بتشكيل لجنة من القوات المسلحة والعلماء والحكومة لجمع 100 مليار دولار تساهم فى أن يستعيد الاقتصاد المصري قوته وتستعيد مصر مكانتها، دون أن يعلن الوسيلة ولا الكيفية، ولا دور العلماء، ولا من هم العلماء هل هم رجال الدين .. أم رجال العلوم.
وبالأمس وبينما تتقلب مصر على جمر نيران الفتنة الطائفية التى بدأت على أيدى "سلفيين" وأنهاها "بلطجية" خير نهاية ترضاها قيادات الثورة المضادة، بعد أحداث إمبابة وحرق الكنائس، فإن الشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى يستعدان لزيارة موقع الجريمة ولا أعرف ما الذى سيفعلانه هناك، ولمن سيوجهون كلامهم، وبأى صفة، وبأى سلطة يقدمون الوعود ويطرحون الحلول أو حتى يتبادلون الإقتراحات.
لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون .. والقانون الذى نأمل أن يطبق فى مصر ما بعد الثورة لا يعرف الطبطبة وجبر الخواطر وجلسات الصلح ولا جولات المشايخ وخطب القساوسة .. فشعب مصر واحد .. وليس شعبان لهما قيادات مختلفة لا يجمع بينهما سوى "اللحية الطويلة".
|