التاريخ : الاثنين 22 augu 2011 03:34:16 صباحاً
فى الوقت الذى يحتاج فيه الوطن لكل قطرة عرق.. لكل الرجال الشرفاء.. لكل مليّم، من أجل الخروج من نفق التردى الاقتصادى، تنقسم المؤسسات الاقتصادية العاملة على أرض مصر الى ثلاثة فرق، إحداها تمتد يدها ببطء وتردد، ما بين الرغبة فى اسهام يضمن لها دور فى دعم الاقتصاد، والخوف من زيادة مخاطر السوق والخسارة، وثانيها توقّف نبض مشروعاتها واختبأ مسئولوها مثل الجرذان فى الجحور، أما النموذج الثالث، فقد خالف كل ما هو معتاد من اجراءات يمكن أن تُتّخذ فى ظروف عدم الاستقرار، فرفعت هذه المؤسسات من حجم أعمالها بشكل غير مسبوق، وفتحت أبواب الأمل للقاصى والدانى، ولم يظهر على مسئوليها سوى الجَلًد فى مواجهة كافة المشكلات.
البنك الأهلى ومسئولوه يمثلون - بلا مزايدة – النموذج الثالث، وقد أثبت كل العاملين بالبنك بدءا من أصغر موظف الى رئيس مجلس الادارة أنهم يستحقون كل الإحترام، فما نلمسه من مجهود تقوم به ادارة البنك - منذ اندلاع ثورة 25 يناير حتى الآن - لا يمكن وصفه الا أنه تعضيد لما ترمى له أهداف الثورة من اصلاح، وداعما أساسيا للاقتصاد.
الجهود الكثيرة التى يقوم بها البنك كمؤسسة وطنية منذ اندلاع الثورة لا يمكن حصرها، لكن هناك أمور يمكن ذكرها، كتوفير التمويلات اللازمة للمشروعات الوطنية مثل مشروعات الطاقة من كهرباء الى بترول، اضافة الى مساندة الحكومة من خلال زيادة الأرصدة فى أدوات الدين الحكومية، مرورا بتحركات عديدة قامت بها ادارة البنك فى محافظات عديدة من أجل حل مشكلات المستثمرين التمويلية، وتأجيل استحقاقات البنك لدى كثير من المستثمرين الصغار الذين تأثروا بحالة الركود والقلق.
ففى الصباح يكون مسئولو البنك فى القاهرة،وفى مساء ذات اليوم فى احدى محافظات الصعيد، وصباح اليوم التالى مع رؤساء الغرف التجارية والصناعية..وهكذا بلا توقف.. جهود متواصلة لإنعاش الاقتصاد، ورغبة – اظنها – صادقة للوقوف فى وجه تراجع معدلات النمو ومساندة المشروعات الوطنية، لا ننكر أن أحد أهم الأسباب وراء هذه الجهود هو امكانيات البنك الكبيرة والسيولة الضخمة التى يمتلكها، لكن الاستغلال الجيد لهذه الامكانيات هو الأمر الأهم،فكم من مؤسسة كبيرة لكن فكر القائمين عليها يجعلها "ورشة بير سلّم".
مثل هذه المؤسسات التى اختارت خوض غمار الصعاب لابد من الوقوف الى جوارها شعبيا، واعلاميا، ولا أقصد بالمرة التهليل لها، وعدم الإنتقاد فى حالة الخطأ، لكن ما أقصده هو ذكر الحقيقة مجردة، بموضوعية شديدة، لا التأويل من أجل صناعة مجد شخصى على حساب مصلحة الوطن فى ظروف بالغة الحساسية.
طارق عامر كإدارى يثبت يوما تلو الآخر أنه الأقدر على قيادة مؤسسة مثل البنك الأهلى – وهذا من وجهة نظرى المتواضعة – كذا فإن كل موظف ومسئول فى البنك يستحق أن نوجه له الشكر على كل هذا الجهد المشّرف الذى يٌبذل..وفى نهاية مقالى أود أن أقول لطارق عامر رحم الله الشيخ "ابوالليل" فى بنى مزار–وزاد من كراماته !!.
• كلمة أخيرة : ليس كل المديح نفاقا، وليس كل الانتقاد فروسية.
|