التاريخ : الأحد 04 september 2011 05:39:49 مساءً
كنت قد كتبت في مقال سابق عن الموجة الرابعة من الديموقراطية والموجات التي سبقتها والأسباب التي تؤدي إليها ومراحل التحول الديموقراطي, وأود في هذا المقال أن أشير إلي أحد كتابات المفكر السياسي الغربي دانيل برومبرج, حيث قام بتحليل السلوك السياسي للأنظمة العربية الشرق أوسطية في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي, وأكد أن النظم العربية تتحرك بين الديكتاتورية أو الديكتاتورية الليبرالية (Liberal Autocracy) كما أطلق عليها, ثم ما تلبث أن تعود مرة أخري إلي الديكتاتورية, وتتميز النظم الليبرالية الديكتاتورية بالآتي:-
- التعددية المقيدة.
- رقابة الانتخابات.
- سياسة القمع العشوائي.
وتتبني هذه النظم ما يسمي أيضاً باستراتيجيات البقاء لخدمة بقاء نظمها أكثر من سعيها نحو الديموقراطية الحقيقية التي تهدد وجودها, والمحدد الأساسي لسلوك النظم السلطوية هو مفهود التهديد, فتتخذ النظم السلطوية أفعالاً من شأنها أن تزيد أو تقلل من درجة الانفتاح السياسي كاستجابة لهذه الأفعال التي تقوم بتهديد أنظمتهم, ولكن السماح ببعض درجات القوة للمعارضة لا يجب أبداً أن تسمح لهم بالوصول إلي النقطة التي تستخدم لتهديد هذه النظم السلطوية.
وتسعي هذه النظم إلي تحقيق الاستقرار بتكاليف عالية من خلال العوامل الثقافية والدينية والتنافر العقائدي لتقسيم المعارضة, وذلك علي الرغم من بعض الصفقات التي كانت تتم لإعطاء بعض الجماعات المعارضة لمقاعد في البرلمان بنظام الاتفاق, وذلك لأن وجود انتخابات حرة من شأنه أن يطيح بهذه الأنظمة سواء الجماعات الإسلامية أو الليبرالية في المنطقة.
وقد استخلص برومبرج أن التحول من الليبرالية الديكتاتورية إلي ديموقراطية تنافسية يعتبر بديل غير محتمل في الأجل القصير (خاصة بالطرق السلمية), وأن استراتيجيات البقاء والتي عملت علي تقوية بعض الجماعات علي حساب الآخري جعلت من الصعب علي الإصلاحيين تصور مستقبل مختلف عن الإصلاح التدريجي وهو عن طريق الإصلاح الثوري.
وأن أفضل الحلول الموجودة تتمثل في الترويج لعدد من الحلول وهي:-
- سلطات قضائية مستقلة.
- أحزاب سياسية فعالة.
- انتخابات سياسية مراقبة.
- برلمانات تمثليلية حقيقية.
- دور القانون.
|