التاريخ : الأحد 11 september 2011 07:39:29 مساءً
كثير من القوى السياسية فى مصر مشتته ومغيبة أو متغيبة بإرادتها أو بضعفها أو بغباء اختياراتها عن صناعة المستقبل الذى يجرى الان على ارض مصر، فمثلا تكتفى بعض القوى الليبرالية وبعض أعضاء إئتلافات الثورة بالبحث عن مليونيات اسبوعية، لا تجنى من ورائها سوي التهوين من شأن المليونيات وتركز فى مطالبها على اعادة مطالب من نوعية طرح الدستور اولا والمجلس الرئاسى المدنى وغيرها من المطالب التى تم رفضها من الجماهير اكثر من مرة، وبالرغم من ذلك تقف تلك القوى السياسية لتنتظر ان تتحقق المطالب ولا تفعل شيئا سوى الانتظار والتخطيط لمليونية جديدة بشعار جديد وبنفس المضامين ويتركون الساحة للتيارات السياسية الاخرى تمرح فيها.
مثلا تيار مثل جماعة الاخوان المسلمين إنبثق عنه حزب سياسي ومرشح رئاسي مغضوب عليه منهم _حتى اشعار اخر _ وقامت الجماعة بالإعداد والتخطيط والتنسيق وتحديد الاهداف والاولويات، بل والاستقرار على الاسماء التى سيتم ترشيحها والدوائر التى سينافسون فيها فى الانتخابات القادمة التى من المتوقع ان تجرى بعد شهرين من الان.
حتى التيار السلفى الاقل خبرة سياسية من التيارات الليبرالية واليسارية يجهز نفسه هو الاخر للمعركة الانتخابية، بينما الباقى مشغولون بصراع الفضائيات والفيسبوك والتويتر.
الم يكن اولى (أو على الاقل تأتى فى مرتبة متساوية من المليونات) ان يعلن التيار الليبرالى واليسارى وائتلاف الثورة عن مرشحيهم للانتخابات؟ .. ألم يكن افضل أن تخصص فضائيات هذه التيارات أوقات الذروة لعرض هؤلاء الشباب وبرامجهم وافكارهم على الشعب؟ ألم يكن أولى تخصيص صفحات لهم فى صحف الثورة ليعرفهم الشعب؟ الم يكن اولى تنظيم مليونية لدعم قائمة الثورة وتقديم المرشحين الشباب للجمهور والاعلام من على منصات التحرير؟
أم ان الأمر مجرد مجد شخصى لهذا الشخص أو ذاك التيار ويتم فيه استغلال الثوار الشباب لتحقيق مطامع واحلام ليست لهم؟
حتى على مستوى الانتخابات الرئاسية إكتفى الدكتور محمد البرادعى المرشح المحتمل للرئاسة بإرسال التويترات والإطلال علي الأمة من خلال الفيس بوك، فى الوقت الذى كان فيه عمرو موسى يفطر فى إمبابة ويتسحر فى المقابر ويجلس على المقهى فى الطالبية وهو ما فعله "حمدين صباحى" و"أيمن نور" و"خالد صلاح ابو اسماعيل" و"العوا".
المشكلة انه وبعد كل هذ يريدون محاسبة الشعب على انه تخلى عنهم ولم يقف الى جوارهم ويدعمهم، ويقولون انهم الاكثر فهما ووعيا لما يريده الشعب بل انهم _ من وجهه نظرهم _ الاكثر اخلاصا لهذا الشعب!!!!
والسؤال كيف تكونو كذلك وانتم الذين تبتعدون وتتركوا الساحة وتحاربوا طواحين الهواء، ولا تعترفوا بالواقع والمعارك التى يجب ان تتم على الارض وان تحسم داخل عالم حقيقى وليس عالم افتراضى على الانترنت.
بالتأكيد هناك مشكلة فى التواصل بين هذه التيارات وبين الجماهير والخطأ ابدا ليس فى الجماهير، لأن هذه التيارات هى التى تخسر كل يوما ارضا جديدة مع ان معظم مطالبهم حقيقة ومشروعة، فلا يجادل احد على ضرورة تحديد خريطة طريق تشمل وقت الانتخابات البرلمانية والرئاسية وتوقيت تسليم السلطة الى رئيس وبرلمان منتخب، وايضا منع المحاكمات العسكرية، لكن للأسف تغلف بمطالب متناقضة تطالب بتسليم السلطة الى مجلس رئاسي،سوف ياخذ وقتا طويلا لتشكيله اضافة الى مشاكل وصراعات وتطاحنات حول الاسماء والاشخاص والسلطات والأولويات ويفتح بابا جديدا للخلاف كما يطالبون بتأجيل الأنتخابات حتى يستعدوا لها وكأنهم مسرورون بحالة الفوضى والافلات الامنى وهروب الاستثمارات الاقتصادية من مصر.
قلبى على شباب الثورة الذين قدموا شهداء وتضحيات وعرضوا انفسهم للموت والسحل( لو فشلت الثورة ) وهم يرون امامهم تقسيم كعكة الثورة واغلبهم يجلس فى مقاعد المتفرجين بعد ان راهنوا على احصنة ثبت انها خاسرة من زمان.
|