التاريخ : الأحد 11 september 2011 07:51:16 مساءً
كل يوم ثورة ان الثورة كمصطلح سياسي هي الخروج عن الوضع الراهن سواء إلى وضع أفضل أو اسوأ من الوضع القائم وللثورة تعريفات معجمية تتلخص بتعريفين ومفهومين ،التعريف التقليدي القديم الذي وضع مع انطلاق الشرارة الأولى للثورة الفرنسية وهو قيام الشعب بقيادة نخب وطلائع من مثقفيه لتغيير نظام الحكم بالقوة . وقد طور الماركسيون هذا المفهوم بتعريفهم للنخب والطلائع المثقفة بطبقة قيادات العمال التي اسماهم البروليتاريا. اما التعريف أو الفهم المعاصر والاكثر حداثةً هو التغيير الذي يحدثه الشعب من خلال أدواته "كالقوات المسلحة" أو من خلال شخصيات تاريخية لتحقيق طموحاته لتغيير نظام الحكم العاجز عن تلبية هذه الطموحات ولتنفيذ برنامج من المنجزات الثورية غير الاعتيادية .والمفهوم الدارج أو الشعبي للثورة فهو الانتفاض ضد الحكم الظالم .و قد تكون الثورة شعبية مثل الثورة الفرنسية عام 1789 وثورات أوروبا الشرقية عام 1989 وثورة أوكرانيا المعروفة بالثورة البرتقالية في نوفمبر 2004 أو عسكرية وهي التي تسمى إنقلابا مثل الذي قام به الضباط الاحرار عام 1952 وسميت بثورة بعد ذلك لانها اقترنت بالصبغة الشعبية بعد ذلك نتيجة القبول الشعبي الواسع لها انذاك. ، أو حركة مقاومة ضد مستعمر مثل الثورة الجزائرية {1954-1962}. اما الانقلاب العسكري فهو قيام أحد العسكريين بالوثوب للسلطة من خلال قلب نظام الحكم, بغية الاستاثار بالسلطة والحصول على مكاسب شخصية من كرسي الحكم. • كما قد تعني الثورة في معنى آخر التطور الايجابي كما هو متعارف عليه في مجال التكنولوجيا و العلوم التطبيقة حيث يستخدم مصطلح ( ثورة ) في الاشارة إلى ثورة المعلومات و التكنولوجيا . في حين اتخذت الثورة الأمريكية (1775- 1783م) طابع حركة التحرير الوطني إذ اكتفت بالمطالبة والنضال في سبيل الاستقلال من الحكم البريطاني دون إحداث تغييرات رئيسية في البنية الاجتماعية, أما الانتفاضة, فثمة تعريف أكثر شمولاً، يرى أن الانتفاضة ليست ثورة شاملة، بل قمة الثورة، ونقطة الذروة، ويمكن أن تكون محصورة في نطاق مدينة، أو مجموعة قرى، أو مؤسسة ما (الجيش، الشرطة، المصنع)، ولا تشمل بالضرورة كل البلاد، بعكس الثورة ذات الطابع الشامل. وليست مهمتها بالضرورة تحقيق النصر، إذا لم تكن شروط النصر وعوامله مهيأة، ما أن كثيرًا من الثورات، وبخاصة في دول العالم الثالث، كانت موجهة مباشرة إلى الاستعمار وكانت تهدف إلى تحقيق السيادة والاستقلال، ويطلق على هذا النوع من الثورات "الثورات الوطنية". وتختلف أسباب الثورات من دولة لآخري ومن وقت لآخر داخل الدولة, فتحدث معظمهم جراء استياء عام بين الشعب بسبب تراكم مشاكل خطيرة. فالفقر والظلم والقسوة والفساد ووجود حكام غير مؤهلين كلها عوامل تؤدي إلى الثورة. ولكن، في أغلب الحالات، لاتكون المشاكل الاجتماعية وحدها سببًا كافيًا لإحداث ثورة. فالمشاكل الاجتماعية تدفع المرء إلى اليأس أكثر مما تجعله يعمل للحصول على حياة أفضل. والثورة بحاجة إلى قادة أقوياء يستغلون الأوضاع المتردية ويعملون على توحيد الجماهير خلف برنامج يمنيهم بتحسين الأوضاع. وتحدث الثورة عندما يفقد الحكام الثقة في أنفسهم، ويبدأون بالإذعان إلى مطالب غرمائهم. فالتنازلات التي يبديها الحكام وتحسن الأحوال الاجتماعية تؤدي إلى ثورة الآمال الطموحة خاصة بعد أن يلتمس الشعب أملاً في تحقيق حياة أفضل. وعندما لا ترضي التغيرات تطلعات الجماهير وآمالها، تفقد هذه الجماهير الثقة في حكامها وتلتف حول القادة الثوار. لا تؤدي الثورة بالضرورة إلى تحسين في الأحوال كافة. فبعض الثوار يعمل من أجل إحداث تغيير كبير في بلدما للوصول إلى سدة الحكم. كما أن بعض الحكام المحافظين يتخذ الألقاب الثورية لاقناع الشعب بأنه يؤيد التغييرات الاقتصادية والاجتماعية. وبالتالي من العرض السريع السابق , فإنه لابد ألا يكون في الدولة أكثر من ثورة واحدة في تاريخها تستطيع به ان تقضي علي الظلم الذي يحيق بها وتعمل علي تعديل الأوضاع الخاطئة بها لتنتقل نحو واقع أفضل, ففي معظم دول العالم نجد أن في تاريخها كله لا يوجد الا ثورة واحدة استطاعت ان تنتقل نحو المستقبل وان تنتقل نقلة نوعية, فهناك ثورة واحدة في فرنسا وامريكا وغيرها من الدول, أما في مصر فانها تشهد كل يوم ثورة, ففي التاريخ الحديث نجد ثورة المصريين لتغيير الوالي العثماني علي مصر خورشيد باشا, ثم بعدها الثورة العرابية عام 1881, ثم ثورة 1919, ثم انتفاضة 1935 ضد الانجليز, ثم ثورة 1952, وثورة التصحيح 1971, واخيرا ثورة 25 يناير. وبالتالي, فإن كل ثورة تحمل في طياتها تغييرا جذرياً في مجريات الأمور, وهذا لايصح للنهوض بالحياة إلي الافضل لان كل ثورة يكون لها اهدافها التي قد تتعارض مع الاخري من وقت لاخر, وان ثورة واحدة ان نحجت فانها كفيلة بان تنقل البلاد الي واقع افضل لكل المواطنين ولكن ان صحت الثورة.
|