التاريخ : الجمعة 23 september 2011 06:25:36 مساءً
وكأن لسان حال الشعب المصرى يقول الان للمجلس العسكرى مثلما قال الخضر لسيدنا موسى فى سورة الكهف هذا فراق بينى وبينك، فقد أعاد المجلس العسكرى انتاج نظام مبارك مرة اخرى قد لا يكون بنفس الاسماء والاشكال والقوة ولكن بنفس الروح والتصرفات، فنحن الأن لا نعلم من هو المستشار السياسىوالقانونى للمجلس العسكرى ومن الذى يوحى اليه بأفكار من نوعية مد العمل بقانون الطوارىء ومن هى اليد الخفية التى تدفع المجلس دفعا الى ان يتخذ قرارات عنادية تتعارض مع ما اتفق عليه اغلبية الشعب بل وتضع اختياراتها المرفوضة فى وجه المطالب الشعبية كما كان يفعل مبارك.
وبصراحة اشد فإن معظم المؤيدين للمجلس العسكرى المقتنعون بنبل نواياه يضعون ايديهم على قلوبهم الان من تصرفاته التى تثير الشك والريبة فى قلوب مؤيديه قبل معارضيه،فلماذا الاصرارعلى مد العمل بقانون الطوارىء مع ان القانون المدنى كفيل لو تم تطبيقه بالتصدىلاى مشكلة وحلها، وقد راينا ان قانون الطوارىء الذى بهدلنا فى مصر طوال عقود لم يمنع الخطف ولا البلطجة بل اصبح الامن فى مصر مهلهل والشارع مستباحا، ان تطبيق القانون المدنىوالتواجد الامنى الكثيف قادر على ردع كل من تسول له نفسه الخروج على القانون، مصر تحتاج الى وزير داخلية قوى قادر على ان يسيطر على ضباطه اولا ثم يفرض هيبته عليهم ويعيد اليهم هيبتهم المفقودة، مصر تحتاج الى وزير داخلية قوى وعادل ولا تحتاج الى قانون طوارىء يفتح الباب لتطبيقه على السياسيين والمعارضين فى المقام الاول وقبل البلطجية والمخربين.
من ناحية اخرى لماذا اصرار المجلس العسكرى على نظام الانتخابات المطروح وتعقيداته وطوال مدتهالتى قد تعود بنا الى العصر الحجرى كما وصفه البرادعى وهو محق فى وصفه، ان مثل هذا النظام المعقد لو تم تطبيقه فى بريطانيا (أم الديمقراطيات الغربية)لطفش الناخب الانجليزى من تعقيداته فما بالك بالناخب المصرى.
اعتقد ان ساعة الحسم قد اقبلت وإما أن يصبح المجلس العسكرىفى كفة وباقى الشعب فى كفة اخرى ونعيد سيناريو ثورة يوليو بسيطرة الجيش على الحكم، وهو سيناريو غير مقبول وله مخاطر شديدة لان الشعب المصرى الان غير الشعب المصرى ايام ثورة يوليو، واما ان يتخلص المجلس العسكرى من مستشارى السوء( لو كان له مستشاريين )أو يتخذ له مستشاريين وطنيين (اذا لم يكن يمتلك) وهذا ليس عيبا لأن المجلس العسكرىله مهمة محددة وهى التى يبدع فيها وقادر على اداء دوره بمهارة واحترافية لا ينازعه فيها احدا وهى الحفاظ على امن البلاد من اى تدخل خارجىبينما ليس لديه خبرة بالسياسة ولا ادارة البلد لان هذا ليس دوره.
انا عن نفسى ارى ان المجلس لديه من العقل ومن الحكمة ما يجعله يعيد قراءة المشهد السياسى المحيط بمصر بدقة شديدة واتخاذ الاجراءات الكفيلة بخروج مصر من كبوتها باسرع وسيلة، إن اعضاء المجلس العسكرى على المحك الان ويجب ان ينتبهوا الى ان التاريخ يعاد كتابته من جديد وان القدر جعلهم يشاركون فى صنع التاريخ وان هذا التاريخ الذى يكتب الان هو الإرث الاكبر والأضخم والأهم الذين سيورثونه لأبنائهم فليحافظوا على هذا الإرث وعلى صورتهم ليكتب التاريخ قصتهم بأحرف من نور ولنعرفهم من خلال التاريخ بأنهم مبعوثوا العناية الألهيةالتى ارسلها لنا الله لإعادة امجاد هذا الشعب مرة اخرى بدلا من ان يدمغهم بالعار لو استسلموا لشهوة السلطة أو زن مستشارى السوء وبالمناسبة قلبى يؤكد وجود هؤلاء المستشاريين وبكثرة ويضيرهم كثيرا ان تستقر هذه البلد، عموما ايام قليلة جدا وسيظهر كل شىء وليس امامنا الا الانتظار والترقب وتجهيز ردود الفعل سلبا أو ايجابا.
|