التاريخ : الأحد 25 september 2011 10:40:33 صباحاً
وهلت نسايم الربيع على الدول العربية لتبدأ بتونس ومصر وليبيا، وعما قريب فى اليمن وسوريا ودول عربية أخرى فى الطريق حتى ولو بعد حين، لتستنشق معها هذه الدول روائح الحرية وعطور الديموقراطية التى ظلت غائبة عنها لعقود طويلة.
وقد بدا واضحاً المساندة الدولية سياسياً واقتصادياً لدول الربيع العربى التى نجحت ثوراتها، وبدأت مؤسسات التمويل الدولية كالبنك الدولى وصندوق النقد الدولى بعرض مساعدتها لتقديم خبراتها الفنية المدعمة بالكثير من الدراسات والمزيد من القروض، وتزامن مع هذا أيضاً تسابق العديد من الكيانات الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوربى لتقديم المساعدة كبداية لمرحلة جديدة سوف تشهد إعادة تقييم العلاقات السياسية والاقتصادية مع دول الربيع العربى.
وقد بدا هذا واضحاً من خلال تسابق العديد من قادة الدول الكبرى مثل فرنسا وبريطانيا وتركيا للقيام بزيارات سريعة لدول الربيع العربى كمحاولة لإستشراف آفاق جديدة أرحب للتعاون السياسى والاقتصادى فى المستقبل، وكذلك للعب دور أكبر فى منطقة الشرق الأوسط بمفهومه الجديد.
وسياسياً فقد بدا المشهد مختلف مع أول أزمة تواجه المجتمع الدولى وهو الصراع المحتدم داخل مجلس الأمن والأمم المتحدة للإعتراف بالدولة الفلسطينية، وبدا الموقف الداعم والمساند للقضية الفلسطينية مختلف، حيث تغيرت نظره الدول العربية ذاتها سواء لمواقفها الدولية أو لعلاقاتها مع الدول العربية الأخرى، كما تغيرت نظرة دول العالم للدول العربية التى نجحت فيها الثورات بعكس تلك التى لم تنجح بعد.
وإقتصادياً فقد بدا المشهد أيضاً مختلف حيث تسعى الدول الكبرى لإستغلال الفرصة السانحة لإقامة علاقات اقتصادية قوية مع دول الربيع العربى، وتطلب الأمر من جانب هذه الدول إجراء دراسات جيدة عن موقف القطاعات الإقتصادية لتحديد الأنشطة الإستثمارية الجيدة حتى يمكن الإسراع باستغلال الفرص الإستثمارية الواعدة واللحاق بركب التقدم الذى تأخرت عنه كثيراً بسبب الزعماء العرب الذين طالما إستفادوا بثروات الأمة ونعموا بخيراتها وإستباحو دماء أبناءها.
وتعد الصناعة المصرفية من أهم القطاعات الإقتصادية التى يمكن أن تلعب الدور الأكبر فى دول الربيع العربى بإعتبارها المحرك الأساسى للإستثمار والمسئول عن التنمية الاقتصادية، كما يمكنها أن تلعب الدور الأكبر فى تحقيق التكامل الإقتصادى العربى فى الوقت الذى أصبحت فيه هذه الدول مهيأة لذلك أكثر من أى وقت مضى بعد أن أصبح الشعب هو سيد قراره فى تلك الدول.
إن على كافة البنوك التي تعمل داخل السوق المصرفي العربى أن تلعب الدور الأكبر في محاولة تحقيق زيادة ونمو لحجم السوق المصرفي وزيادة حجم وعدد العملاء لتحقيق زيادة لحجم النشاط الاقتصادى، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال التكامل بين البنوك العربية وإعادة الإنتشار والتوسع داخل المنطقة العربية لاسيما دول الربيع العربى، وسوف يؤدى ذلك الى زيادة فرص الإستثمار سواء المحلى أو الأجنبي.
ويتطلب هذا أيضاً قيام البنوك والمؤسسات المالية العربية بإنشاء كيانات تقوم بعمليات الترويج للإستثمار أو الترويج لأفكار جديدة تقوم تلك المؤسسات بالدخول فيها.
إن دخول بنوك الربيع العربى بالمشاركة في إنشاء كيانات اقتصادية جديدة سواء مع مستثمرين عرب أو أجانب سوف يشجع رأس المال العربى ويوفر له درجة ثقة بالإضافة إلى إمكانية استغلال قدرات تلك المؤسسات سواء في إجراء دراسات أو في تقديم التمويل اللازم للمشروعات المختلفة بما يعود بالنفع على دول الربيع العربى.
إنها أحد القضايا الهامة التي تواجه القيادات المصرفية داخل بنوكنا العربية وتحتاج إلى إعادة التفكير.
|