التاريخ : الأربعاء 28 september 2011 06:11:08 مساءً
ما نوع الحاكم الذى نُريده؟.. سؤال مهم للغاية لا يملك أحد الإجابة عنه إلا الشعب نفسه، حين يقلّب مَنْ بين يديه مِنْ مُرشحين رئاسيين ويُدّقق فى نواياهم ويفرز سلوكياتهم.. ويتوكّل على الله ثم يختار، هذا إن قدِّر له أن يختار حقًا فى انتخابات حُرة وكريمة، تعيد له حقه الذى سلبه الفراعنة منذ مينا "مُوحّد القطرين" إلى مبارك "ماسخ المصريين".
أنا عن نفسى أريد حاكمًا مخلصًا.. شديد الإخلاص لهذا الوطن.. فرجل مُخلص واحد اسمه "مهاتير محمد" نقل ماليزيا من مُستنقع العالم الثالث إلى صفوة الدول المُتقدمة فى أقل من 30 عامًا.. استهلكها غيره فى تدمير بلاده وتحطيم معنويات شعبها وهجرة عقولها.
رجل مُخلص واحد يستطيع أن يُغيّر ملامح وجه الوطن فى 4 سنوات.. لا نحتاج أكثر من ذلك.
أنا عن نفسى أريد حاكمًا خفيف الظل.. لأنه يحكم شعبًا "ابن نكتة".. لا أريده "مونولوجيست".. ولكننى أريده إنسانًا حيًا من لحم ودم.. مهضوم بتعبير إخواننا الشوام.. يُجيد كلماتنا ويفهم "القفشة" المصرية.. مُبتسم الوجه.. فابتسامة الحاكم إن كانت طبيعية وصادقة قادرة على منح الشعب أملاً فى "بُكْرة".
أنا عن نفسى أريده عادلاً.. يُحاول أن يصل إلى أقرب نقطة مُمكنة من عدل "عمر بن الخطاب".. ولا يُقارب أبعد نقطة من جبروت "الحجاج بن يوسف".. أريده حنونًا.. ذكيًا.. يستطيع أن يمنح شعبه شيئًا ما "يفرّح".. ونحن شعب قنوع يفرح لأقل القليل.. ولا أريده ظالمًا مُتجهمًا قاسى القلب والملامح، يرى أن مفاخره أنه "دكتوراه فى العناد" .. بالعكس نريده هذه المرة رجلاً يستعمل أذنه فى سماع نبض الناس.. أكثر مما يستعمل لسانه فى إصدار أوامر تصنع حوائط من فولاذ بينه وبين الشعب.
أريد حاكمًا يُجيد فضيلة الاهتمام ويُحب المسئولية.. ولا يرفع شعار "كبَّر مخك".. لأنه يدرك جيدًا أن وظيفته -التى سعى إليها- جوهرها أن يهتم بالناس وتفاصيل حياتهم.. ليس مُهملاً مُفرطًا يجلس على كرسى الحكم بمنطق "سأحكم مصر حتى آخر قطرة فى دمى.. وطالما كان العمر بقية".
أريد حاكمًا مُتفائلاً.. لديه فكر وقناعة ومشروع.. ويُقدّر المعوقات قبل أن يخطو أى خطوة.. ويُظهر النتائج دون أن يُعاير الشعب بماسورة المجارى وعمود الكوبرى وكوب الماء النظيف.
أريد حاكمًا يعتذر لكل مصرى عمّا مَارسه الحكّام الآخرون ضده من تسلّط وقهر وظلم واستعباد واستهزاء.. حاكمًا نمسح فى ردائه أحزاننا.. ويُكافئنا كلما استطاع بلحظة بهجة يجتهد ويجتهد حتى يصنعها من فراغ.
أريد حاكمًا يعرف أنه يحكم دولة هى الأقدم فى التاريخ.. الأعرق فى شعبها.. الأكبر فى مُحيطها.. حاكمًا يُدرك أنه يحكم "فجر التاريخ".. فيُقسم أمام شعبه ألا يجعل شمسها تغرب.. ونجمها يتوارى.
أريد حاكمًا يُحب السلام من قوة.. ويكره استسلام الضعف.. ويتعامل مع جيرانه بمنطق "مصر أولاً".
أريد حاكمًا لا يملك حسابات مصرفية فى سويسرا.. ولا مزرعة فى تكساس.. ولا فيلا فى لندن.. أريده أن يستثمر فى مصر فكره وجهده.. ليختتم حياته فيها مُعزّزًا مُكرّمًا .. وليس سجينًا مكروهًا يتلقى اللعنات صباحًا مساءً، والدعوات بالهلاك فى كل حين.
أريد حاكمًا حريصًا على ألا تكون نهايته "مسمومًا أو مقتولاً أو سجينًا".. بل أريده مواطنًا لديه ميراثٌ من العطاء.. ولحظات من الفخر.. وأى فخرٍ أكبر من أن يكون "مرتاح الضمير".
|