التاريخ : الجمعة 30 september 2011 01:54:27 مساءً
تعاني السوق المالية بكافة أطرافه من الأنهيار التام في آليات عمله ، وعدم الفاعلية سواء الجهات الرقابية او المستثمرون او مؤسسات المجتمع المدني الاقتصادي بالاضافة الي الاعلام الاقتصادي وكذا خبراء السوق المالية وكل من له صلة بالسوق المالية بالقطع هذا لا يشمل كافة المتصلين بالسوق المالية فالبعض والذين لايرون بالعين المجردة يريدون الخير لاقتصاد هذه الدولة.
وقد كنت أشاهد منذ يومين الدكتور حسام عيسي المنوط باسترجاع اموال مصر المهربة للخارج في احدي وسائل الاعلام ان البورصة ليست هي الاقتصاد ولماذا الجميع يتحدث عن البورصة وهو ما استشعرته في عبارات بعض المسئولين من ان البورصة ليست في اولوياتهم الحالية.
فأندفعت مرددا انه ما يقوله خطأ كبير وتابعت ان البورصة هي مرآة الاقتصاد وانها علامة من علامات النظام الاقتصادي الحر المتطور إلا أنني قد تسائلت مالذي دفع رجل بحجم الدكتور حسام عيسي لقول ذلك، لماذا لا يبالي المسئولين بأوجاع المستثمرين أو علي الاقل بجعل تلك المرآة واضحة المعالم حتي يري المستثمرون الاجانب اقتصادنا القومي.
وكانت الاجابة جد بسيطة هي اننا اي المستثمرين وخبراء السوق والاعلام الاقتصادي وشركات مقيدة وسمسرة، لانبالي بما يحدث لنا منذ عشرون عاما في السوق المصرية منذ تدشين قانون 95 لسنة 92 ومنذ ادراج شركات تحمل أقل من تقييمها ونتصارع للاكتتاب فيها ولا نحصد سوى الخسائر .. ونعود لنعيد الكرة مرة اخري .. إذن لماذا يبالي غيرنا بأمر يخصنا ونحن اصحاب المصلحة الاولي لانبالي.
هذه ليست دعوة للثورة علي مسئولي السوق المالية فهم شأنهم شأننا يحكمهم قانون وكما نخطأ نحن في حق انفسنا يخطئون هم.
المشكلة تكمن في قانون انهار من كثرة التعديلات والترقيعات القانونية .. ومؤسسات مالية رقابية غير مستقلة في عملها غياب للافصاح الحقيقي والشفافية اعلام اقتصادي منهار مستثمرون مفتقدون للعقلية الاقتصادية المستنيرة بالقطع هذا عن عن الغالب الاعم وليس الكافة مؤسسات مجتمع مدني اقتصادية لاتعلم حقيقة الدور الذي تقوم به وتواجدها اما سعيا لمنصب او ترويجا لمؤلفات او سعيا وراء الشهرة الاعلامية الفاسدة بالقطع لا ننسي قيام المضاربين بتدشين منتدايات وجروبات علي الفيس بوك للترويج للفساد البورصوي بين المستثمرين.
هل بعد كل هذا نريد ان نكون بخير حال؟
إذن لابد من وجود وسيلة لانتشالنا من تلك الحالة التي نعاني منها والانهيار الذي نعيش فيه.
وأري من وجهة نظري ان الحل يكمن في اطلاق رصاصة الرحمة علي السوق المالية الحالي واعادة تدشين قانون للسوق المالية المصرية يضمن استقلال الجهات الرقابية وتوافر الافصاح والشفافية وانتظام المعاملات واجتذاب السيولة وان تصبح البورصة بالفعل هي مرآة الاقتصاد المصري.
علينا ان نراجع انفسنا علينا نجعل تغيير السوق المالية وسيلة لاغاية علينا ان نكتفي بحقن الانعاش مؤشر هنا وصندوق هناك، وحملات ترويجية غير مكتملة وصراعات مضاربات، وغيرها من الأمور التي أصبحت أخجل من الحديث عنها .. لكثرتها.
استفيقوا لبناء اقتصاد مصر يرحمكم الله.
|